شدد سفير الصين وانغ كيجيان في حديث على أهمية التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين بلاده ولبنان، مشيراً الى أنه "في السنوات الأخيرة، ظل التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين يتطور على نحو مستقر وهناك امكانية لمزيد من التطور. وظلت الصين أكبر شريك تجاري للبنان على مدى ستة أعوام متتالية منذ العام 2013، ويشهد هيكل التبادل التجاري تحسنا مطردا"، مؤكداً "أننا نأمل أن يهيىء لبنان بيئة أفضل للأعمال ويتخذ تدابير لجذب شركات صينية للاستثمار فيه".
وفي حديث صحفي له، أوضح كيجيان أنه "تشجع حكومتا البلدين والجمعيات المعنية الصادرات اللبنانية المميزة إلى الصين. وفي 5 تشرين الثاني 2019 ظهر جناح لبنان للمرة الأولى في معرض الصين الدولي للواردات، كما شارك لبنان في معارض أخرى في الصين مثل معرض كانتون ومعرض الصين والدول العربية. وكان من نتائج هذه الجهود بدء المستهلك الصيني بالتعرف على بعض المنتجات اللبنانية مثل زيت الزيتون والنبيذ والصابون والشوكولا".
ولفت الى أنه "على صعيد آخر، كانت ردود الفعل من مختلف الأوساط في لبنان على مبادرة الحزام والطريق (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21) التي طرحتها الصين، إيجابية، حيث وقعت حكومتان مذكرة تفاهم حول التعاون في بناء الحزام والطريق، وعبرت الشخصيات اللبنانية من مختلف الأوساط عن رغبتها في التعاون مع الجانب الصيني، وزار الصين وزير السياحة ومسؤولون من المؤسسات المالية ورجال الأعمال، آملين في توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي والاستفادة من التجربة الصينية في انشاء مناطق اقتصادية خاصة. ومن الجانب الصيني بعث المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولي وفدين على رأسهما رئيس المجلس لزيارة لبنان لبناء منصة للتعاون والتواصل بين الشركات للجانبين وتوقيع مذكرة تفاهم حول التعاون الصناعي بين البلدين".
وأشار كيجيان الى أنه "تقوم سفارة الصين بتشجيع الشركات الصينية الكبيرة ذات الامكانية والسمعة الطيبة لزيارة لبنان. وتعمل الإدارات الحكومية للبلدين على التلاقي بين سياسات التنمية للجانبين وتسعى إلى تحقيق نتائج ملموسة في إطار مبادرة الحزام والطريق، ولم تتوقف جهود التواصل والتشاور في هذا الصدد. أما على مستوى الشركات والمؤسسات فقد زار لبنان عدد من الشركات الصينية ذات الشهرة العالمية للاطلاع على الأحوال والخطط للبنية الأساسية في لبنان مثل الطرق والسكك الحديد والطاقة والموانىء والاتصالات. وأكد مندوبو هذه الشركات رغبتهم في متابعة هذه المجالات. وعلمنا أن رجال الأعمال الصينيين من القطاع الخاص زاروا لبنان أيضا لبحث فرص التعاون التجاري".
وعن كيفية مساعدة الجانب الصيني لبنان في تطوير مجالات المعيشة فيه، أوضح انه "بالنسبة للمساعدة، واصل الجانب الصيني تقديم مساعدات اقتصادية للبنان، ونظرا لاستضافة هذه الأخير عددا كبيرا من اللاجئين والنازحين، عززت الحكومة الصينية الدعم لمشاريع متعلقة بمعيشة الشعب والمساعدة الإنسانية، فقدمت في الأعوام الأخيرة دفعات من المنح والمواد والمساعدات الغذائية إلى الجانب اللبناني من خلال القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف. وما زال هناك شحنة من القمح قدمتها الحكومة الصينية في مرفأ بيروت سيستلمها الجانب اللبناني. واتفقت الحكومتان على انشاء المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى الجديد عبر الاستفادة من الهبة الصينية. وفي اللقاء الأخير بيني وبين المسؤولين اللبنانيين، الأسبوع الماضي، حول ضمان التنفيذ الموفق لهذا المشروع. أكدت للجانب اللبناني أنه بما أن هذا المشروع مشروع رئيسي للطريق الثقافي في إطار مبادرة الحزام والطريق فان الجانب الصيني ملتزم بتعهده لبذل كل الجهود من أجل بدء تنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن مهما كانت الظروف في لبنان طالما أن سلامة الأفراد والمعدات مضمونة".
وعن الأفكار والسياسة الصينية في التعاون الاقتصادي والتجاري مع الدول الأجنبية، أكد أنها تستند إلى "المبادىء الأساسية لمنظمة التجارة العالمية (WTO)، وتسعى الصين إلى تحقيق العدالة والتنمية في آن واحد في عملية الانفتاح وتسعى إلى المنفعة المتبادلة والكسب المشترك مع الجميع".
وعن المشاكل في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ولبنان حاليا، لفت كيجان الى أنه "في ما يتعلق بالتعاون الثنائي، هناك مهام كثيرة تتطلب جهود مشتركة من الجانبين. تابعنا الجهود المبذولة من الجانب اللبناني لوضع خطط للتنمية الوطنية، ولاحظنا أن كثرا من المشاريع ما زالت قيد التصميم والتخطيط. وفي الوقت نفسه تفتقر الشركات الصينية إلى المعرفة عن السوق اللبنانية. لذا فإن التعارف والتواصل بين الجانبين قد يحتاج إلى بعض الوقت. مع ذلك، أنا على ثقة بأن التعاون بين الجانبين سيحقق بالتأكيد نتائج إيجابية، طالما يتبع الجانبان مبدأ الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة انطلاقا من مصلحة البلد والشعب".
ولفت الى "انني آمل أن يزور المزيد من الأصدقاء اللبنانيين الصين للتعرف على تاريخها ووضعها الحالي وتجاربها ودروسها في التنمية وإيجاد فرص للتعاون، وأن يقوم الجانب اللبناني بتهيئة بيئة أفضل للأعمال واتخاذ تدابير لجذب شركات صينية للاستثمار في لبنان. وآمل أن يقدم الجانب اللبناني للمستهلك الصيني منتجات مميزة بجودة عالية وأسعار منافسة".