أكّد الوكيل الشرعي العام لقائد الثورة الإيرانية الإمام علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، أنّ "المطلوب تحصين هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعًا بوحدتنا وإلفتنا وتصدّينا لكلّ الّذين يريدون أن يعبثوا بأمن بلدنا، فنحن اليوم على حافة الانعطاف لرسم مستقبل الوطن الّذي نريده وطنًا مستقلًّا سيّدًا عزيزًا كريمًا، ونرفض تبعيته للخارج".
وسأل خلال لقاء في دارة رئيس اتحاد بلديات بعلبك حمد حسن، "هل نريد وطنًا محصّنًا بأبنائه لسدّ كلّ ثغرة من الثغرات الّتي يمكن أن ينفذ منها أعداء هذا الوطن، أم نترك بلدنا تتقاذفه مؤامرات الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والمتربّصين به شرًّا؟"، مركّزًا على أنّ "على الرغم ممّا نعيشه من محن وجراحات أليمة، القلوب تنزف لما يحصل، ولكن انكشفت حقائق التدخل الأميركي الّذي يخيّر اللبنانيين بين احتمال الانفراج الاقتصادي في حال تغيير نهج لبنان المعادي لإسرائيل، وتفاقم الأزمة الاقتصاديّة المفتعلة".
وشدّد الشيخ يزبك على "مقولة قوّة لبنان في ضعفه وأنّ إسرائيل قوّة لا تقهر، أسقطتها المقاومة وأصبح لبنان قويًّا بأهله وشعبه وجيشه ومقاومته، وقوّة لبنان بقطع يد العدو الإسرائيلي والمتآمرين عليه وبكرامته وعزّته؛ واستطعنا أن نخرج لبنان من ضعفه إلى موقعه القوي". ولفت إلى أنّ "السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان كان يقول بالأمس، لبنان في موقع استراتيجي يتنافسون عليه، ويريده تحت السيطرة الأميركية، وهو لا يمانع تشكيل حكومة بشرط ترسيم الحدود وفق ما يريده الإسرائيلي، لسلب لبنان ثرواته وضمان أمن إسرائيل. وهذه الشروط ليست تلبية لمطالب الناس وأوجاعها وآلامها، إنّما للحفاظ على الكيان الإسرائيلي الغاصب. هذا هو هم الأميركي وشغله الشاغل، أمن إسرائيل ومصالحها".
وأعلن "أنّنا نقدّر كلّ مَن رَفع الصوت لمواجهة الفساد والفاسدين، وهذا الحراك رفع مطالب محقّة، ولكن أخذه البعض إلى مكان آخر، ممّن لديهم أهداف ويعملون لإيقاع الفتنة في البلد"، مشيرًا إلى أنّ "كلّنا مطالَبون بأن نتحاور ونجلس مع بعضنا البعض، ونفكّر بالعلاج انسجامًا مع واقعنا، ومراعاة دقّة الظروف الّتي نعيشها جميعًا، والمطلوب الحكمة عند التحرّك باتجاه الإصلاح المنشود، وأن نصنع لبنان الجديد سويًّا كلبنانيين. نحن بين خيارين، إمّا أن ننحني للأميركي ونخضع لاحتلال مبطّن أو نحافظ على قوّتنا وإمكاناتنا وقدراتنا".