منذ 17 تشرين الأول أول مقال كتبته وقلت فيه انا منكم وقلمي لكم.
انتفاضتكم الحضارية الذكية المبدعة.
خذوا من عمر خبرتي ولا تطالبوا بتسكير الطرقات واقفال جميع المتاجر والمحلات لأنكم بذلك تقفلون وتسكرون على بعضنا البعض.
ما يهم أهل الفساد ان اقفلنا كل الطرقات والمتاجر.
هل يعانون ذل أعمالهم وفسادهم وهدرهم وينتظرون في الصفوف بالمصارف لكي يحصلوا على 400 دولار أو 1000 دولار اسبوعياً.
أقول يا شعب لبنان الذي أدهشت العالم يوم الاستقلال بالتنظيم.
لكم يا شعبي اقول: كل نهار أحد
ازعجوهم وطرطقوا لهم بالطناجر وركوب الخيل ومروا بالدراجات النارية أمام بيوت أهل الفساد.
هم الخائفون من المستقبل، خائفون من المحاسبة وأنتم أيها الشعب لكم لبنان الذي انتفضتم لإسترجاع كل حق اخذوه منكم لترفهم وسعادتهم، من أمام عائلاتكم واحفادكم.
***
يضعون شروطاً وشروطاً مضادة مع انفسهم، وهل من ذكائنا ان نقفل على انفسنا طرقاتنا وساحاتنا ليتملكنا الفقر والعوز فينقض علينا أهل الفساد والمليارات المنهوبة والمحوّلة.
نسأل من الذي جمعنا:
جمعنا الفساد المستشري وروح الشباب.
جمعنا أهل سلطة فاسدة دون شعور أو انسانية من ساحة بيروت الى ساحة النور في طرابلس الى دوّار صيدا الى بعلبك الى كل شبر من أرض لبنان.
يا شعب لبنان افتحوا الطرقات ولنعمل كل الاسبوع ولنجتمع كل أحدٍ في الساحات.
***
أول ما يجمعنا هو أول فساد من العام 2010 ولغاية 2019، 33.4 مليار دولار يضاف اليها الفوائد بمعدل 6.5 في المئة سنوياً لتزيد كلفة اللاكهرباء في لبنان اذ تفوق نسبة 56 في المئة من الدين العام المعلن.
لولا هذه النفقات سنة بعد سنة على "قطاع العتمة" لكنا نتمتع بما لا يقل عن 50 مليار دولار في خزينة الدولة والتزام جميع المصارف بتحديد السحوبات.
***
جمعنا القطاع المصرفي الذي هو عامود من أعمدة بعلبك.
وبنك عودة أحد أسسه المتينة، ولو لم يكن كذلك لَما كان أصدر بيانًا يُذكِّر فيه بماضيه المجيد وحاضره المتين والسمعة العطرة.
فلماذا استهداف الناجحين والمتفوقين؟ ومَن يستهدفه هل هو أكثر وطنية من سمير حنا؟
سمير حنا أفنى عمره في بنك عودة وفي القطاع المصرفي ككل، فهل هكذا يُكافأ؟ وحسنًا فعل مصرف لبنان وجمعية المصارف بالوقوف إلى جانب بنك عودة وجميع المصارف ضد الحملة الظالمة التي تتعرض لها.
زمن المؤامرات ولّى من ايام بنك "انترا" كانت العدوة اسرائيل تعمل بكل الطرق لضرب لبنان اقتصاديا لأن بنك "انترا" كان أكبر البنوك في المنطقة ولا تزال استثماراته الافضل.
المؤامرة بدأت باشاعة، وهبّ الناس ودفع يوسف بيدس رحمه الله كل ما لديه على مدى ثلاثة ايام، وكان ينقصه في ذلك الزمن مليون ليرة لبنانية، رفض مصرف لبنان آنذاك ان يسلفه اياه وسقط البنك ولبنان أيضاً بحرب أهلية وإرتاحت العدوة الأولى للبنان إسرائيل بأن اقتصاد لبنان انهار.
لا وألف لا كفى ثرثرة لأنها فتاكة والمثرثرون اعداء ومتآمرون على كل ناجح، وبنك عودة أحد شرايين قلب لبنان، لن يتوقف ونقطة على السطر.
***
ويجمعنا الطلب بحكومة انتقالية من كل الطوائف الكريمة وقد سمينا عثمان سلطان السنّي من طرابلس الحبيبة وسمينا المدافع الأول عن المصارف وتهدئة الناس المصرفي مروان خيرالدين اضافة الى اسم عريق آخر يدعى ماهر عباس من اكارم الطائفة الشيعية من الجنوب الذي هاجر الى اميركا وطلبوه مؤخراً الى أبوظبي ليبني ويطبق نموذج أعظم مستشفى في اميركا Cleveland الذي يستوعب 5 آلاف بروفسور وطبيب وجراح وممرضة في أبوظبي.
لمَ لا يأتي كوزير للصحة ليطبق في لبنان والمستشفيات النموذج الحديث المتطور في عالم الطب، لبنان قد لا يستطيع دفع مستحقاته وثمن عبقريته الطبية وقد يقتنع إكراماً لشعبه من الطائفة الشيعية الكريمة ان يأتي غير مطالب إلا بصحة شعب لبنان بأسره.
***
يا شعب لبنان الحضاري الذكي الأصيل الذي يعيش في "عتمة الفساد".
أولاً وأخيراً محاسبة هذا القطاع وتليه قطاعات "فراطة" بمليارات الدولارات المنهوبة.
أصبح الوقت ضاغطاً ونصرّ على حكومة انتقالية سريعاً جداً، وإذا بقينا على هذا المنوال البطيء من أهل السلطة سيأخذ التأليف قبل التكليف اشهراً كافية لنسقط جوعاً وفقراً، كلنا يعني كلنا.
نكرر القول: مشكلتنا مع الفساد والفاسدين.
ولا فساد بدون فاسدين.
وكما "عتمة الكهرباء"، العتمة أظلم على تسمية فاسد واحد صيده ثمين.
