يذكرّنا اليوم العالمي للقضاء على العنف ضّد المرأة، والذي يصادف في ٢٥ تشرين الثاني، بالعودة إلى تطبيق حقوق الإنسان، ألا وهي أن المرأة والرجل يتساويان بالحقوق والواجبات( الحق في الحياة، والمساواة والحريّة، والعمل والتعليم وغيرها)، فلا تمييز بينهما، لأنه "يولد البشر جميعاً أحراراً". إنهّما متساويان في الكرامة والحقوق.
نعم، بالرغم من ظهور الوعي والثقافة بين الشعوب، تبقى المرأة عرضةً للعنف على أنواعه: الجسديّ والنفسيّ والجنسيّ واللفظي، وأحياناً للتهميش الممنهج.
أوليس العنف ضّد الإنسان على أنواعه هو إنتهاك لحقوقه؟ أوليس الجهل يسيطر على شريحة كبيرة من المجتمع؟ نحتاج اليوم، أكثر من اي وقت مضى، إلى العودة إلى ممارسة اللطف والرأفة، والمحبة والتعاضد، واستقبال الآخر، والإبتعاد قدر المستطاع عن الغضب والحقد والكراهية. أوليست ممارسة العدل من خلال قضاء نزيه وعادل وفعّال يخفف من العنف المستشري؟ أولا تحدّ التربية على الأخلاق والمبادئ والقيم والحبّ واحترام الآخر والمساواة من العنف؟ ألا تحثّ التربية على نشر التوعية والمسامحة والتسامح والعدالة على تفادي تفشي ظاهرة العنف في مجتماعتنا؟
لندافع عن حقوق المرأة ووجودها وقيمتها وفاعليتها ودورها وهويتها في مجتمعاتنا. لنستمع جيداً لإعتراضاتها ومعاناتها. لنعمل معاً من أجل " مناصرة" قضيتها، وحمايتها الدائمة، بالتصدي إلى كلّ عمل يسيء لكرامتها وحقوقها و" إستقلاليتها".
ترى ألا تستدرج المرأة عينها، الرجل والمجتمع، وتدفعهم الى ممارسة العنف تجاه " بنات جنسها" وسائر أفراد المجتمع بمعنى آخر، الإساءة إلى أفراد أسرتها؟ أوليست الأوضاع المزرية والظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من المحفزات والمسببات وراء انتشار العنف على مختلف الصعد في مجتمعاتنا؟
لنشجب كلّ مظاهر العنف ضّد المرأة، من خلال الحماية والوقاية، ونشر الوعي والدفاع عنها ومناصرتها، لأنها " أم الحياة"، التي تحمل الحنان والرأفة والحبّ والجمال والأنوثة....
لندين العنف ضّد المرأة ولا نتذرع يأي عرفٍ أو تقليدٍ أو اي اعتبارات ثقافية ودينية.
نعم للسلام والوئام، لا للعنف والشر. نعم للحقوق والعدالة، لا للظلم والتهميش. لتكن الثقافة والدين لهما دوراً وعاملاً إيجابياً في الحّد من الغبن الجسيم اللاّحق بالمرأة وحرمانها من أبسط حقوقها.
لنعاقب أصحاب الأعمال العنّفيّة، مع السعي إلى إعادة تأهيلهم. لنساعد المرأة المعنّفة( العنف الأسري) على البوح وتقديم الشكوى لدى الجهات المختصة. لنعالج ونداوي أسباب العنف والتعذيب والكراهية بين الناس وحتى ضّد البيئة( الطبيعة) والحيوان. كفى تعنيفاً... كفى تعذيباً....كفى ارتكاب الجرائم بأسم الحبّ وبسببه!!
نعم للحبّ، لا للكراهية.