اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عثمان علم الدين أنه "لا يجب بعد اليوم انتظار الخارج لحل الأزمة الداخلية بل علينا التفكير لبنانياً"، مشيراً إلى أن "أي تدخل خارجي ولو كان هدفه مساعداً ومن بلاد تريد مصلحة لبنان إلا أن ذلك لن يساعد في الوصول إلى حلول".
وفي حديث مع "النشرة"، رأى علم الدين "أننا قد نكون متوجهين نحو الأسوأ خصوصاً إذا ما بقينا منتظرين المساعدات الخارجية في الحلول، فالبلد لنا نحن"، لافتاً إلى "أننا في الفترة الماضية كنا نقول أننا على شفير الهاوية لكن اليوم يمكن أن نقول أننا بتنا في قلب العاصفة، فاقتصادنا بات منهارا وكل يوم اضافي من الأزمة هو خسارة لنا".
وأوضح علم الدين أن "المواطنين موجوعون بسبب الأزمة الحالية في ظل البطالة وبعد اقفال عدد من المؤسسات"، معتبراً ان "ما وصلنا إليه هو طبيعي بسبب الفساد المستشري من 30 سنة وحتى اليوم"، مضيفاً "المواطنون نزلوا إلى الشارع بسبب الجوع ويقولون أن الموت بكرامة أفضل من الموت بسبب الجوع".
وبما يخص الحلول السياسية، شدد علم الدين على "أننا غير متمسكين بمنطق المحاصصة كما أن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري يريد حكومة اختصاصيين ليتمكن من اخراج لبنان من أزمته"، مشيراً إلى أنه "حين رفض باقي الأفرقاء هذه الصيغة أبدى الحريري استعداده لتكليف أي شخص آخر من الأسماء التي تعرض عليه"، ومتسائلاً "هذه الحكومة التي أنتجوها وهي حكومة الوحدة الوطنية ماذا أنجبت للبنان؟ وهل الحريري هو وحده المسؤول عن الأزمة الحالية"؟.
وأكد علم الدين أنه "منذ سنتين وحتى اليوم قام الحريري بكل ما هو ممكن وتنازل من حسابه الخاص لمنع وصول لبنان إلى الأزمة الحالية، ولا يجب تحميله مسؤولية ما يحصل لأنه قام بكل ما هو ممكن ضمن صلاحياته لانقاذ لبنان"، مشدداً على أنه "يجب اعطاءه حكومة اختصاصيين ومن ثم يتم تحميله المسؤولية لأي شيء يحدث"، ومؤكداً أن "الفريق الآخر يمتلك الأكثرية النيابية لاسقاط الحكومة ان لم يعجبهم أداءها".
وأعرب عضو كتلة المستقبل عن أسفه من أن السفينة بدأت تغرق بالجميع، معتبراً أن "المطلوب اليوم هو آلية للانقاذ".
وعن أحداث مساء الأحد في منطقة الرينغ، اعتبر علم الدين أن "هذه الأحداث تؤكد أن البلد محكوم وفق آلية الزعران، فكيف يمكن لأحد أن يواجه انتفاضة الجوع؟ ما هي هذه الفئة غير المحرومة التي تواجه المحرومين"؟، مشيراً إلى أن "حكمة الجيش هي التي تنقذ لبنان اليوم وكل الانتقادات لقائد الجيش العماد جوزاف عون بلا فائدة ولولا الرؤية الواضحة للجيش وقائده ووعيه كنا وصلنا إلى مشكلة كبيرة"، مؤكداً أن "أي قطع للطرقات وأي اعتداء على حرية الآخرين غير لائق وغير صحي".
وأوضح "أننا مع وجع الناس ولكن هناك شارع آخر يجب أن يكون لديه حرية التنقل ولا يجوز قطع أوصال الوطن وهذا ما قلناه منذ اللحظة الأولى للأزمة ومن واجب الجيش حماية المتظاهرين وحماية حق الناس في التنقل"، مشيراً إلى أن قطع الطرقات يؤدي إلى انهيار الثورة، ومضيفاً "الحل الوحيد هو باعطاء الحريري كامل الصلاحية والقول له أنت القبطان ونحن خلفك وما عدا ذلك هو كلام لن يساعد في نهوض لبنان".