أكدت أوساط مطلعة لصحيفة "الراي" الكويتية أن "ما حصل في محلة الرينغ ومحيطها حيث سقط ما لا يقلّ عن عشرة جرحى، لا يمكن تفسيره إلا أنه في سياق عملية ضغط متعددة الاتجاه: أولاً باتجاه قيادة الجيش اللبناني لدفْعها إلى التزام قرار حماية حرية التنقل أي منْع قطْع الطرق الذي يشكّل هدفاً مركزياً لـ"حزب الله"، الذي سبق أن أبلغ المؤسسة العسكرية أن استمرار قفل الطرق ولا سيما التي يعتبرها استراتيجية مثل الجنوب والبقاع ستُقابَل بفتْحها ولو بالقوة من سرايا المقاومة ومهما كلف الأمر".
ولفتت الأوساط الى أن "ربْط الثنائي الشيعي (حزب الله - أمل) مدعوماً بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مقتل مواطن (حسين شلهوب) وشقيقة زوجته احتراقاً في حادث سير على اوتوستراد الجية (يربط بيروت بالجنوب) بقطْع الطريق الذي كان قائماً في المحلة، انطلاقاً من رواية ابنة الضحية التي نجت من الحادث والتي تحدثت عن سقوط جسم غريب على السيارة قبل أن يفقد والدها السيطرة عليها ويصطدم بالفاصل الإسمنتي الذي تحدّث منتفضون عن أن الجيش اللبناني هو الذي وضعه لتحويل الطريق قبل مئات الأمتار من نقطة قطْعنا إياها".
ولفتت المصادر الى أنه "ثانيا: باتجاه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في محاولة لتحميله مسؤولية المنزلقات التي يمكن أن تتجّه إليها البلاد بحال أصرّ على حكومة من الاختصاصيين المستقلين وعلى رفْض تشكيل حكومة تكنو - سياسية أو محْضها غطاءه عبر الموافقة على شخصيةٍ غيره لترؤسها على أن يشارك فيها تيار المستقبل".
وإذ لاحظت الأوساط المطلعة أن "الهبّة الساخنة في الشارع ترافقتْ مع مناخٍ جرى تعميمه أمس عن أن رئيس الجمهورية ميشال عون يقترب من تحديد موعد للاستشارات النيابية المُلْزمة لتكليف رئيس الحكومة العتيدة وأن الحريري لن يكون هو مَن سيُسمى، تساءلت، هل تَراجَع "حزب الله" عن تمسّكه بالحريري كمرشّح وحيد يريده لتأليف حكومةٍ تكنو - سياسية يعتبر الحزب أنها يمكن أن توفّر "ممراً آمناً"؟
ورأت أن "الاتجاه الثالث فهو الضغط على الثورة ومحاولة تأليب الرأي العام عليها عبر تحميلها مسؤولية الاضطرابات".