لفتمستشار رئيس الجمهورية ميشال عون للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبو زيد، إلى "أنّنيلمست حذرًا لدى الأصدقاء الروس منذ الربيع بأنّ هناك شيئًا ما يحضّر للبنان. والسفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين أشار أيضًا إلى إمكانيّة حصول تحرّكات ومشاكل قد تعصف بلبنان مُشابهة لما حصل في أوكرانيا أو فنزويلا وغيرها".
وركّز في حديث تلفزيوني، على أنّ "السياسيّين في لبنان أوصلوا البلاد إلى ما نحن عليه عن وعي أو غير وعي أحيانًا، وهذه الحقيقة الّتي تجرح أحيانًا"، مبيّنًا أنّ "الناس نزلت إلى الشارع لتُطالب بحقّها، وحقّها مقدّس وهذه المطالب الاجتماعيّة الّتي رُفعت محقّة تمامًا ولا يمكن تجاهلها". وأكّد أنّ "هناك من أَمعن في سرقة المال العام في لبنان عبر السنوات الماضية واستسهل عملية "مدّ اليد" على خزينة الدولة".
وشدّد أبو زيد على أنّ "الرئيس عون حذّر في البداية، أن لا يأخذ أحدٌ الحراك إلى مكان آخر لا يريده المشاركون فيه، وعلى أنّبعض القوى السياسية تُحاول استغلال الحراك المطلبي المحقّ في الشارع". ورأى أنّ "قطع الطرق سبّب إحراجًا وإساءةً للحراك. أنا أشك أن يكون أحد ضدّ نزول المواطنين إلى الشارع للمطالبة بالحقوق، لكن قطع الطرق خلق حساسيّة بين اللبنانيين، وكاد يوصلنا إلى مشكلة أكبر ولا سيما على طريق الجنوب"، مشيرًا إلى أنّ "بالتأكيد انّ مشهد ما حصل على جسر الرينغ من مظاهر عنفيّة أزعجالرئيس عون، الّذي يريد من الشعب أن يستمرّ بحراكه ومطالبه للضغط على من يرفض القبول بالعمليّة الإصلاحيّة في البلاد".
وأوضح أنّ "لا أحد لديه الجرأة والقدرة على إسكات الثورة، لكن كل مَن يقول إنّ لا اسغلال سياسيًّا للحراك الثوري في الشارع، يكون لا يقرأ سياسة بشكل صحيح"، مفيدًا بأنّ "الصراعات الطائفيّة اليوم تفجّر لبنان من الداخل، ومطلوب وعي مشترك لتفادي وقوعها". وذكّر بأنّ "نظام لبنان توافقي ديمقراطي وكلّنا ارتضيناه، وسقف الخطاب بين بعضنا البعض يجب أن يكون الدستور والقانون فقط لا غير"، لافتًا إلى أنّه "عندما أقسم الرئيس عون اليمين الدستورية، تخلّى عن موقعه الحزبي وأصبح في موقع وطني وينظر إلى الأمور من فوق، وهو يريد مصلحة لبنان قبل أي شيء آخر".
وذكر أنّ "الحكومة قبل الانتخابات النيابية لم تكن حكومة العهد، والحكومة الثانية أتت نتيجة واقع جديد أرسته الانتخابات"، معلنًا "أنّنيأحترم كلّ مطالب الحراك في الشارع، ولكن من المسيء توجيه كلّ الاتهام لشخص واحد، كما كان الحال مع توجيه السهام على رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل بشخصه فقط، وتناسي كثر ممّن أمعنوا في الفساد وسرقة مقدّرات الدولة".ودعاالناس إلى "الضغط على كلّ النواب الّذين انتخبوهم ليكملوا عمليّة الإصلاح في البلد".
كما أكّد أبو زيد أنّه "لا يجب أن توضع "خطوط حمراء" على أحد اذا كان فاسدًا"، مركّزًا على أنّ "روسيا لا تمانع وجود حكومة "تكنو-سياسيّة" وأن يكون "حزب الله" ممثّلًا فيها، والموقف الروسي من الحكومة هو عدم استبعاد أحد،’ وأن تكون الحكومة قادرة على الإجابة على مطالب الشارع المحقّة".