سأل رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان نزيه الجباوي، في بيان، "إلى متى ينتظر مصرف لبنان لضبط الفوضى في سعر الصرف وتأمين السيولة؟"، مشيرًا الى أنه "لم يعد خافيا على أحد اللعبة التي تقودها المصارف ومحال الصيرفة في عملية تجارة الدولار وتأثيره السلبي على سعر صرف الليرة وانعكاساته على أسعار السلع التي تمس بشكل مباشر الطبقات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود، وهذا ما كنا نحذر منه عندما كان الحديث عن فرض ضرائب جديدة تطال هذه الشريحة".
ولفت الى أن "المؤامرة اليوم أكبر وأوسع وباتت تهدد الأسر في لقمة عيشها ومستوى دخلها، فما تحقق بسلسلة الرتب والرواتب يتبخر يوميا على أعتاب فوضى هبوط سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي، على مسمع ومرأى ممن كان يطمئن بأن الليرة بخير والودائع مضمونة والاحتياط المالي مصان، ولا داعي للخوف والهلع، فكانت الفرصة المتاحة لتهريب الأموال لبنوك الخارج من سياسيين وغير سياسيين، ولم يبق أي داع للشك في هذا الأمر، بعد فضحه عبر الشاشات ووسائل التواصل الإجتماعي".
ورأى أنه "إذا عرجنا على الأوضاع الاجتماعية والخدمات المفترض أن تكون من الأولويات في الطبابة والاستشفاء والتعليم، نجد أن الدولة في واد والناس في واد آخر، خصوصا في المجال الصحي، ومافيا المستشفيات التي يموت المريض على أبوابها إذا لم يتم دفع التأمين المالي عند الدخول، وغالبا ما لم يكن متوفرا عند أصحابه، وهنا نسأل عن السياسة الصحية المعتمدة في خصخصة الاستشفاء وإهمال المستشفيات الحكومية وعدم انتشارها في كل المناطق، لأن ما تدفعه الدولة للمستشفيات الخاصة لهو كاف لتعزيز المستشفيات الحكومية على الأراضي اللبنانية كافة، وتأمين كل مستلزماتها الإدارية والصحية، وبذلك لم تعد الدولة محشورة في تأمين اعتماد الضمان الاجتماعي وباقي الصناديق الضامنة وتعاونية موظفي الدولة، التي تهمنا نحن أفراد الهيئة التعليمية وموظفي الإدارة العامة وباقي المؤسسات التي تضمنها التعاونية".
وذكر أن هيئة التنسيق النقابية "سبق أن طالبت التعاونية بدفع متوجبات الأساتذة والمعلمين والموظفين، من منح تعليمية ومساعدات مرضية وتأمين أموال المستشفيات، وكانت الشكوى دائما من عدم تحويل الاعتمادات المرصودة من وزارة المالية والباقية في ذمتها منذ العام 2018، وبتنا في نهاية الفصل الأول من العام الدراسي الحالي والجزء الأكبر من الأساتذة والمعلمين لم يقبض المنح التعليمية عن العام الماضي، فيما تتعالى الصرخات كل يوم ونحن نطالب كل يوم أيضا".
وأشار الى أن "أمور عدة ولدت الانتفاضة في الشارع، ولم تكن خدمة الواتساب هي السبب، بل كل هذه التراكمات التي طالما حذرنا منها منذ العام 2008، عندما كنا نطالب بسلسلة الرتب والرواتب، ولم تكن هناك آذان صاغية للمباشرة بالإصلاح، بل عدنا الى الوراء وإلى ما قبل اتفاق الطائف الذي حدد المناصفة فقط في وظائف الفئة الأولى، وللأسف باتت في أدنى الوظائف، فتعطلت نتائج امتحانات مجلس الخدمة المدنية لمتطوعي الدفاع المدني ومأموري الأحراش وموظفي شركة الكهرباء والمفتشون التربويون، وهذا ما يهمنا أيضا في التربية بعد أن بلغ النقص في المفتشين التربويين حدوده القصوى، حيث بات عددهم دون العشرين مفتشا إلى أكثر من 1600 مؤسسة تعليمية أكاديمية ومهنية، كله في حجة التوازن الطائفي المخالف لاتفاق الطائف".
واعتبر أنه "بات من الضروري الاسراع في تشكيل حكومة إنقاذية، والافساح في المجال أمام النواب لممارسة عملهم التشريعي بما يتوافق مع المطالب المحقة، لا سيما القوانين التي عرضت في الجلسة الأخيرة، وتحميل مصرف لبنان مسؤولية الفوضى في سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية، والطلب إلى الحاكم تأمين السيولة المطلوبة للمواطنين وتثبيت سعر صرف الدولار وتعميم السعر الرسمي على المؤسسات المصرفية كافة، وعدم قطع الطرقات أمام الناس، لأن ما حصل من استشهاد بعض المواطنين لهو مؤشر خطير لا يبشر بالخير، والطلب إلى القوى الأمنية أخذ دورها في حماية المواطنين بالتنقل على الطرقات، وإبقاء الحراك ضمن الإطار السلمي واحترام المقامات الدينية والرموز السياسية، وتأمين الاعتمادات المطلوبة لتعاونية موظفي الدولة لدفع مستحقات المنح التعليمية والمساعدات المرضية وحقوق المستشفيات التي باتت لا تستقبل المرضى على حساب التعاونية، والطلب إلى وزارة التربية تأمين حماية المدارس والثانويات لكي تفتح أبوابها أمام الطلاب، إذ لم يعد مقبولا أن يبقى جزء من هذه المدارس والثانويات مقفل منذ 17 تشرين الأول الماضي، ما يهدد العام الدراسي والامتحانات الرسمية".