أكّد سفير روسيا في لبنان ألكسندر زاسبكين، في حديث إذاعي، أن "الأحداث في لبنان خطيرة جدًا وندرك مخاطرها ونؤيد إيجاد الحلول عبر الحوار الوطني ولا نتدخل في الداخل اللبناني"، مشيرًا الى أن "هناك ميزات مشتركة للحراك الشعبي مع الثورات الملونة التي تحصل حول العالم وهناك عناصر مشتركة بين لبنان والدول الأخرى".
واعتبر زاسبكين أن "هناك تداعيات سلبية للثورات على الاقتصاد الوطني والمجتمع والطوائف والمذاهب"، موضحًا أن "البعض يقول إن نتائج الثورات نحصدها بعد مئة عام لكننا لا نعرف ماذا سيحدث بعد 100 سنة".
ولفت الى أن "بعض الثوار يحاولون إقناعي أن الثورة إيجابية ويقارنون مع ما حدث في تونس"، مشددًا على أن "ما حصل حتى الآن في الشرق الأوسط سلبي لأنه لم يكتمل بعد".
ورأى أن "في الأيام الأولى تبيّن أن الثورة هي فرح شعبي لكنني قلت أن هذه الحالة لن تستمر طويلًا ويمكن أن تتحول الى ما هو مأساوي"، منوهًا بأن "الحوار الذي طالب به رئيس الجمهورية ميشال عون إيجابي جدًا".
وأشار زاسبكين الى أن "التعاطي بين الحراك والسلطة أمر جيّد"، مبينًا أن "هناك مواقف عدة تتوقف عند المواقف الأوروبية ورأي المجتمع الدولي والوضع في لبنان لا يزال حاجة أميركية. كما أننا نريد خلال السنوات الماضية أن يكون الإجماع الدولي في الابتعاد عن الصراعات في المنطقة، لكننا لاحظنا تغييرًا في الموقف الأميركي في موضوع الاتفاق النووي مع إيران ومحاولاته لتشكيل حلفاء ضد إيران واختراع عقوبات متزايدة على حزب الله".
وأضاف: "لا أريد أن أبالغ في أهمية العوامل الداخلية التي أعتبرها المحرك الأساسي لنزول الناس الى الشارع، فالمطالب الداخلية هي السبب الأول لأي حراك، لكن ذلك يعطي فرصة كبيرة للولايات المتحدة الأميركية للاستفادة من الوضع الحاصل"، مردفًا أن "المخاطر زادت بشكل كبير في المرحلة الماضية وصارت تهدد الأمن في البلد".
وركّز على أنه "في رأي وزير الخارجية الروسي إن الحكومة من دون الغطاء السياسي أمر غير واقعي والفكرة جديرة بالاهتمام ولكنها فكرة غير مقنعة لرئيس الجمهورية. الحكومة التكنوسياسية أفضل من التكنوقراط والمطلب الأميركي الأساسي من خلال حكومة تكنوقراط هو استبعاد حزب الله منها. يبقى الأهم أن تعمل الحكومة بشكل جيد وفعال والتجربة تدل على أن الحكومة السابقة كانت غير فعالة بسبب تضارب الآراء داخلها"، مشددًا على أن "الأحداث الداخلية لا تشجع على اشتعال حرب مع اسرائيل".