اعتبر عضو كتلة "الجمهورية القويّة" النائب فادي سعد أن "ما يحصل اليوم في موضوع تشكيل الحكومة لا يعتبر مساراً قانونياً"، مشيراً إلى أن "الدستور واضح حيث أن التكليف يسبق التأليف، أيّ فور استقالة الحكومة على رئيس الجمهورية الدعوة لاستشارات نيابية لتكليف شخصية لتأليف الحكومة، على عكس ما هو حاصل اليوم".
وفي حديث مع "النشرة"، رأى سعد أنه "في أي بلد في العالم، عند حصول أيّ أزمة يعود الجميع إلى دستور البلاد"، لافتاً إلى أنّ "المسؤولين في لبنان على عكس كل العالم، قرروا التلاعب على نصوص الدستور ويعملون على تشكيل الحكومة قبل تكليف أيّ شخص"، متسائلاً "من يملك هذا الترف في الوقت ليضيّعه؟ أليس من الأجدى البدء فعلياً بالمسار الدستوري لتشكيل الحكومة عبر الدعوة لاستشارات نيابيّة"، ومشدداً على أن "الوضع الحالي لا يحتمل المماطلة التي كانت تحصل في السابق"، مؤكداً أن "ما يحصل اليوم هو تلاعب بمستقبل لبنان بسبب الخطورة الاقتصاديّة والأمنيّة التي نعيشها"، معتبراً أنه "من غير المقبول الاستمرار بهذا الشكل".
وفي موضوع مشاركة "القوات اللبنانية" بالحكومة المقبلة، شدّد سعد على "أننا لن نشارك في أيّ حكومة سياسية"، معتبراً ان "أيّ خيار غير حكومة التكنوقراط هو انتحار للبنان، نظراً إلى أنها لن تحصل على ثقة الشارع ولا على ثقة بعض النواب ولا على ثقة المجتمع الدولي. لذا فلنبدأ بالخطوات الدستورية بلا لفّ أو دوران".
ورداً على سؤال، أشار سعد إلى "أنني لا أفهم تخوّف حزب الله من حكومة التكنوقراط أو اعتباره أنها ستكون لمحاصرته. ففريقه السياسي لديه الأكثرية النيابية وبالتالي إن كان لديه أيّ تعليق على أداء حكومي معيّن يمكنه اسقاطها في مجلس النواب"، متسائلاً "من هو الوزير التكنوقراط الذي سيواجه حزب الله"؟، مضيفاً "قد يكون الحزب يستخدم حجة التكنوقراط لإبقاء الفراغ للضغط بهذه الورقة محلياً أو إقليمياً".
واعتبر سعد أن "الحكومة المقبلة مهمتها واضحة، وهي العمل على حلّ الوضع الاقتصادي الذي وصلنا إليه إضافة للتحضير لانتخابات نيابية"، مشيراً إلى أن "في أيّ بلد حين ينزل الشعب إلى الشارع تكون السلطة السياسية بذلك تخسر جزءاً كبيراً من شرعيّتها الشعبيّة، لذا من الاخلاق السياسية التفكير بانتخابات نيابية مبكرة"، لافتاً إلى أنّ "من يقول أن في لبنان لا يوجد رجالات دولة يمكنها العمل دون ولاء سياسي لأيّ فريق، لا يعلم الواقع اللبناني".
وأكد سعد "أننا وصلنا إلى عمق الأزمة والحلّ يجب أن يكون جذرياً عبر حكومة تكنوقراط يكون فيها اصحاب الاختصاص هم أصحاب الحلول"، معتبراً أنه "في حال بقي رئيس الجمهورية ميشال عون مصراً على أخذ وقته وتوزير أشخاص معيّنين فالأزمة ستبقى مفتوحة"، مشدداً على أنه "علينا سماع صوت الشعب فنحن دخلنا مرحلة الانهيار ومن غير المقبول أن يكذب علينا أيّ شخص بعد اليوم بأن الوضع جيّد وسعر الليرة أكبر دليل".
وبما يخصّ موضوع الاستيراد من الصين وروسيا وإيران وفتح الأسواق لهذه الدول، تساءل سعد "لماذا نريد البحث عن حلول معقّدة والحلّ واضح وهو حكومة الاختصاصيين؟ لماذا لا يتعلّمون من أخطائهم"؟، معتبراً أن "البعض يريد أن تأتي الحلول الاقتصاديّة من ايران وهي في الأساس في مشكلة اقتصاديّة كبيرة"، مؤكداً "ضرورة عدم الانتماء إلى أيّ محور وهذا ما اتفق عليه الجميع بضرورة النأي بالنفس، لذا فلنبدأ بالحل قبل انهيار كل شيء".