العلاقات الأميركية الروسية هي علاقات شاملة متعددة الأبعاد والمسارح، لكن انسجاما مع مقتضيات فهم واقع المرحلة الحالية على الساحة الدولية، وسعيا لتوضيح المسارات التي سلكتها العلاقات الأميركية الروسية للوصول الى الواقع الراهن، سنتناول التطورات التي اصابت العلاقة منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الإشارة لتقاطعاتها مع مسارات سابقة سلكها اسلافه في الإدارة الأميركية.
فالرئيس دونالد ترامب استفاض في تقديم رؤيته لروسيا وتوصيفها في وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأميركي، وبناء على ما ورد فيها، فان روسيا لا تختلف عن الصين بل تشاركها الموقع لكن يتميز مضمار المواجهة معها، فالرئيس ترامب مدرك تماما لصميم الاختلال الأميركي في مقارعة روسيا، لذلك أختار المواجهة مع روسيا تحت عنوان الاتفاقات الاستراتيجية التي تضبط القدرات الصاروخية والنووية ما بين والولايات المتحدة وروسيا وهو عنوان ومسار شديد الحساسية والخطورة ولعل من أبرز محطاته ما يلي:
• انسحاب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الإبن من المعاهدة التي تحد من بناء ونشر أنظمة الدفاع الصاروخي البالستي (ABM) التي جمعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق منذ العام 1972 ولغاية العام 2002. وعملا بمقتضيات هذه الاتفاقية لا يتم بناء وتطوير ونشر ما يسمى بالدروع الصاروخية التي تستهدف الصواريخ البالستية الاستراتيجية التي تحمل رؤوس نووية أو قادرة على حملها وهي ذات مدى طويل.
• معاهدة START 1 (أي معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية Strategic Arms Reduction Treaty) التي تم توقيعها بين الولايات المتحدة وروسيا في 31-07-1991 وانتهت مفاعيلها في كانون الأول من العام 2009).
• معاهدة TreatyStrategic Offensive Reductions أو(SORT) معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الهجومية تم توقيعها في 24-05-2002 وتم استبدالها باتفاقية NEW START.
• معاهدة New Strategic Arms Reduction Treatyأو (NEW START) تم توقيعها بتاريخ 08-04-2010 ودخلت حيز التنفيذ في 05-02-2011، وقد حلت محل المعاهدة السابقة ومن المطلوب ان تنتهي مفاعيلها خلال عشرة أعوام من دخولها حيز التنفيذ وبالتالي تنتهي مفاعيلها في 05-02-2021 وهي قابلة للتمديد لمدة خمس سنوات.
• الرئيس ترامب أراد ان يستكمل المسار الذي اطلقه الرئيس جورج بوش الأبن، فأعلن في تشرين الأول من العام 2018 نيته أي نية الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى ( Inter-mediate Range Nuclear Forces أو INF) ، التي تم توقيعها مع الاتحاد السوفياتي السابق واستمرت مع روسيا الاتحادية منذ تاريخ 08-12-1987 ولغاية 02-08-2019 حينما أعلنت الولايات المتحدة خروجها من المعاهدة بالفعل.
مجمل ما تقدم حول هذه المنظومة المركبة من الاتفاقات والمعاهدات التي ترتبط بأنظمة التسليح الاستراتيجي والنووي، والتي ظهر بأنها سلسة متفاعلة متعاقبة كانت تتميز بالاستمرارية من حيث المدى الزمني ناهيك عن المنحى التصاعدي للمنظومات التي تستهدفها، يسمح لنا بالاستنتاج أنه حينما يقرر أحد طرفي هذه المنظومة الاخلال بها، فهو يوجه الرسالة بشكل مباشر للطرف الثاني فيها، وفي هذه الحالة فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوجه الرسالة لروسيا ورئيسها بوتين. ومما يوثق الاستنتاج بالدليل هو ما ورد على لسان الرئيس ترامب حين عرض الوثيقة الاستراتيجية المعنونة مراجعة الدفاع الصاروخي الأميركي بتاريخ 17 كانون الثاني 2019 حيث قال: " يقوم الخصوم والمنافسون والأنظمة المارقة بتعزيز ترساناتهم الصاروخية، إنهم يعززون قدراتهم على تنفيذ الهجمات المدمرة أو المميتة، ويركزون على تطوير صواريخ طويلة المدى يمكن أن تصل إلى أهداف داخل الولايات المتحدة" وبناء عليه حدد النقطة الأولى في مراجعته للدفاع الصاروخي الأميركي فقال:" أولاًتدعو مراجعتنا إلى نشر 20 نقطة اعتراض أرضية جديدة في فورت جريلي، ألاسكا، وأجهزة رادار وأجهزة استشعار جديدة للكشف فورا عن الصواريخ التي تطلق على أمتنا.
وروسيا يمكن اعتبارها نقطة التماس الأولى مع هذه المنظومة الجديدة من قواعد الاعتراض الأرضية وأجهزة الرداد والاستشعار، وبالتالي فإن أولوية الخطر المحتمل من روسيا جعلتها في المقام الأول من مراجعة الرئيس ترامب لاستراتيجية الدفاع الصاروخي الأميركي، ومما يعزز هذا المسار في التحليل ما ورد في تعليل الولايات المتحدة للخروج من معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى، حيث أعاد التعليل سبب خروج الولايات المتحدة من المعاهدة إلى ما يلي : " استمرار الاتحاد الروسي في انتهاك المعاهدة، ولأن روسيا فشلت في العودة إلى الامتثال الكامل من خلال تدمير نظامها الصاروخي غير المتوافق - SSC-8 أو صواريخ كروز متوسط المدى 9M729.، روسيا هي وحدها المسؤولة عن زوال المعاهدة، فالولايات المتحدة لن تبقى طرفاً في معاهدة تنتهكها روسيا عمداً. إن عدم امتثال روسيا بمندرجات المعاهدة يهدد المصالح العليا للولايات المتحدة، لأن تطوير روسيا ونشر نظام صاروخي ينتهك المعاهدة يمثل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة.
ولقد كلف الرئيس ترامب هذه الإدارة ببدء فصل جديد بما يتعلق بمنظومة الحد من انتشار الأسلحة تتجاوز المعاهدات الثنائية السابقة للمضي قدماً، الولايات المتحدة تدعو روسيا والصين إلى الانضمام إلينا في هذه الفرصة لتقديم نتائج أمنية حقيقية لدولنا وللعالم" .
وليس من باب العبث اختيار ترامب لمعاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى (INF) لينطلق منها، بل هي رسالة متعددة المضامين أراد منها القول: إن إدارته جاهزة للخروج من أي منظومة دولية للحد من التسلح، وكذلك فإن لدى إدارته الاستعداد لنقل المعركة إلى جوار القوى المنافسة، فبالنظر إلى مدى الصواريخ التي تقيدها المعاهدة انفة الذكر (5000-5500 كلم)
يتضح ان الرئيس ترامب يقول بوضوح لروسيا والصين اننا قد نلجأ لتطوير ونشر الأنظمة الصاروخية في جواركم الأوروبي والاسيوي. وهو ما تثبته تجارب عدة نذكر منها لدعم الخلاصة بالدليل تهديد روسيا الصريح لكل من بولندا ورومانيا في حال استضافتهم جزء مما تسميه واشنطن الدرع الصاروخي ، إلى جانب رفض الصين القاطع لنشر منظومة الدفاع الصاروخي الأميركيةTHAAD في كوريا الجنوبية لما تشكله من تهديد لمنظوماتها الاستراتيجية وقدراتها على الردع النووي .
ناهيك عن تحريك روسيا والصين مجلس الامن الدولي وطلب عقد جلسة له بتاريخ 22 آب 2019 لبحث تصريحات مسؤولين اميركيين حول خطط تطوير ونشر صواريخ متوسطة المدى ، فضلا عن ان الرئيس بوتين وعقب إجراء الولايات المتحدة تجربة لصاروخ متوسط المدى صرح قائلا: ان روسيا ستقوم برد متكافئ على التجربة الصاروخية وان واشنطن أطلقت يديها لنشر الصواريخ المحظورة حول العالم .
وعلى الصعيد الميداني اقرنت الولايات المتحدة تصريحاتها عن تطوير واختبار قدراتها الصاروخية بتجارب عملية اخرها كان بتاريخ 02 تشرين الأول 2019 حيث تم اختبار صاروخا بالستيا عابرا للقارات مسمى "مينوتمان 3" وبحسب بيان قيادة سلاح الجو العالمي "فقد قطع الصاروخ خلال الاختبار مسافة 6760 كلم ليسقط في المحيط الهادئ قرب جزر المارشال"، وبالتأكيد فللمدى الذي قطعه الصاروخ دلالة واضحة عن سير الولايات المتحدة قدما في عملية التخلي عن معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى (INF)، ناهيك عن الدلالة التي يحملها موقع سقوطه في صميم منطقة التنافس الجيوبوليتيكي بين الولايات المتحدة والصين.
وتعليقا على التجربة أضاف البيان "إن مثل هذه الاختبارات تدل على قدرة نظام الصواريخ الباليستية العابرة للقارات"، مقدما نفيا هو اقرب للاعتراف بالإدانة حيث ورد فيه "والاختبار الصاروخي ليس استجابة للأحداث العالمية أو التوترات الإقليمية" .
هذه التجربة الصاروخية كغيرها من التجارب الأميركية تندرج ضمن الموقف الروسي الصريح الذي عبر عنه الرئيس بوتين حيث طلب من وزارة الدفاع والوكالات الحكومية الأخرى بتحليل التهديد الذي يمثله الاختبار الصاروخي الأمريكي وإعداد رد الفعل المتناسب معه. كما قال بوتين لمجلس الأمن القومي الروسي: إن روسيا لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي، وأن حديث الولايات المتحدة عن نشر صواريخ جديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يؤثر على مصالحنا الأساسية نظرا لأنها قريبة من حدودنا .
وفي سياق متصل اعلن الرئيس بوتين في 04 تشرين الأول 2019 أن موسكو تساعد الصين على بناء نظام انذار ضد الصواريخ الباليستية، وأضاف هذا شيء مهم جدا ومن شأنه أن يطور القدرة الدفاعية للصين بشكل جذري".
بدورها الصين قدمت ردها الميداني على التهديدات التي تطالها من خلال العرض العسكري التي اقامته بتاريخ 01 تشرين الأول 2019 في الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، حيث عرضت مجموعة من الصواريخ عل أبرزها:
• الصاروخ DF-21D والذي صُمم لضرب السفن الحربية في البحر على مدى يصل إلى 1500 كلم.
• الصاروخ DF-26 متوسط المدى القادر على استهداف قاعدة غوام الأميركية في جزر المحيط الهادئ.
• الصاروخ DF-17 والذي قيل عنه انه يمكنه المناورة بشكل حاد في كثير من الأحيان بسرعة الصوت، مما يجعل من الصعب للغاية مواجهته، وقال نوزومو يوشيتومي الأستاذ بجامعة نيهون اليابانية والجنرال المتقاعد في قوة الدفاع الذاتي البرية اليابانية، إن صواريخDF-17 طرحت أسئلة جدية حول فعالية نظام الدفاع الصاروخي الإقليمي الذي تبنيه الولايات المتحدة واليابان.
• الصاروخ DF-41 البالستي العابر للقارات، القادر على الوصول إلى الولايات المتحدة برؤوس حربية نووية متعددة .
بالمحصلة المنظومات العسكرية التي عرضت تحمل الرسائل التالية، الصين قادرة على ضرب حاملات الطائرات ومختلف القوات البحرية ولاسيما السفن الحربية إلى جانب القواعد العسكرية، وهي تمضي قدما بتطوير قدراتها الهجومية والدفاعية وليس التعاون مع روسيا في بناء نظام انذار ضد الصواريخ الباليستية الا خطوة إضافية في هذا المجال، وارادت الصين من هذه الردود الميدانية القول لكل من يعنيه الامر وللولايات المتحدة بالمقام الأول انها قادرة على ضرب جميع مقومات قدراتها العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما انها أظهرت جهوزيتها على صعيد الردع النووي أيضا.
وتجدر الإشارة ان عنوان الردع النووي كان قد شهد حدثا بالغ الدلالة سبق العرض العسكري انف الذكر، فبتاريخ 24 تموز 2019 اجرت 4 قاذفات نووية صينية روسية دورية مشتركة في أجواء شبه الجزيرة الكورية أي في صميم منطقة آسيا والمحيط الهادئ .
في الخلاصة المشهد الدولي يشهد حالة من التوتر يتضح جليا مصدرها من خلال تتبع المواجهات المتعددة التي يجمعها قاسم مشترك وهو وجود الولايات المتحدة خلفها، وسياسة التأزيم التي اعتمدتها إدارة الرئيس ترامب وبالنظر الى المعطيات الموضوعية الواردة أعلاه هي سياسة يدرك خصوم الولايات المتحدة عجزها عن الاستمرار بها للوصل نحو المواجهة المباشرة، والإصرار عليها يعبر عن ازمة جسيمة تعاني منها السياسة الخارجية الأميركية، ومما يدلل على هذه الازمة ما يحصل داخل الإدارة الأميركية، فخلال ثلاث سنوات من الحكم استقال من إدارة الرئيس ترامب ثلاثة مستشارين للأمن القومي على التوالي مايكل فلين آب 2017، اعقبه هربرت مكماستر بعد اقل من عام في نيسان 2018، والحلقة الأخيرة كانت مع جون بولتون في أيلول 2019، أضف اليهم كل من وزير الخارجية الأميركي ريك تيلرسون اذار 2018 وممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي تشرين الأول من العام 2018، ولتكتمل صورة التصدع الجسيم الذي يصيب منظومة السياسة الخارجية في بناء الإدارة الأميركية جاءت استقالة ما يسمى المبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت ماكغوريك كانون الأول 2018، وانضم اليه المبعوث خاص الى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات أيلول 2019، وهما يحملان الملفان الأكثر حساسية واستراتيجية في السياسة الخارجية الأميركية فالأول يرتبط ملفه بالحرب الأميركية المزعومة على الجماعات المتطرفة والثاني يرتبط بالأمن والسلام المفقود في الشرق الأوسط.
والاستقالات لم تنحصر في عنوان السياسة الخارجية بل الاستقالات تعدت عنوان السياسة الخارجية لتطال كبير مستشاري ترامب للشؤون الاستراتيجية ستيف بانون آب 2017. وكذلك كبير مستشاري ترامب الاقتصاديين غاري كوهين في اذار 2018، وبالتالي يضاف الى ضلع السياسة الخارجية ضلع الشؤون الاستراتيجية والاقتصادية.
فهل من عاقل يقبل ان جميع هذه الشخصيات الآتية من خلفيات وأيديولوجيات وخبرات متنوعة ومختلفة هم يعانون من خلل أدى الى سلسلة الاستقالات الطويلة الواردة أعلاه!!! أم ان هناك شخصية أساسية هي الرئيس ترامب شكلت استقالات غالبهم اعتراضا على توجهاته السياسية؟
الراجح ان الرئيس ترامب حصد شبه اجماع على رفض العمل معه من مختلف الأطراف الفاعلة تحت سقف الإدارة الأميركية، ويكفي النظر الى ما تشهده السياسة الداخلية الأميركية من تنازع بين الرئيس ترامب وبين النواب الديموقراطيين للدلالة على حجم رفض السياسات التي يتبناها على مختلف الصعد، فلطالما كان الحزبين متنافسين في السياسة الأميركية لكن لم يشهد التنافس هذا الكم من الاحداث التي نشهدها اليوم مع إدارة الرئيس دونالد ترامب سواء من إضرابات واغلاق مقار حكومية، وفتح اكثر من مسار تحقيق ونحوه لعزل الرئيس، وبالنتيجة قوة الخصوم الصين وروسيا معطوفة على المقومات الاقتصادية والسياسية الأميركية تضع الرئيس ترامب امام امتحان متكرر يقتضي توفير المخارج للتراجع عن سياساته بغية الحفاظ على دوره السياسي داخليا وخارجيا، وهو ما افقد الولايات المتحدة القدرة على التفاوض البناء ولم تعد تصل الى تفاهمات غالبا الا من خلال وسطاء او تفاوض متعدد الأطراف.
وبناء على ما تقدم من صورة عن المشهد الدولي وتعقيداته ننتقل الى صورة المشهد الإقليمي في الشرق الأوسط والحراك الأميركي فيه لاحقا.
1- U.S. Withdrawal From the ABM Treaty: President Bush’s Remarks and U.S. Diplomatic Notes, https://www.armscontrol.org/act/2002-01/us-withdrawal-abm-treaty-president-bush%E2%80%99s-remarks-us-diplomatic-notes2- U.S.-Russian Nuclear Arms Control Agreements at a Glance, https://www.armscontrol.org/factsheets/USRussiaNuclearAgreements
3- Remarks by President Trump before Air Force One Departure, Elko- Nevada, October 20, 2018,https://www.whitehouse.gov/briefings-statements/remarks-president-trump-air-force-one-departure-4/
4- Michael R. Pompeo, Secretary of State, U.S. Withdrawal from the INF Treaty on August 2, 2019,https://www.state.gov/u-s-withdrawal-from-the-inf-treaty-on-august-2-2019/
5- Remarks by President Trump and Vice President Pence Announcing the Missile Defense Review National Security & Defense, January 17, 2019, https://www.whitehouse.gov/briefings-statements/remarks-president-trump-vice-president-pence-announcing-missile-defense-review/
6- Op,cit, Michael R. Pompeo, Secretary of State, U.S. Withdrawal from the INF Treaty on August 2, 2019.
7- Putin warns Romania and Poland that hosting US missile shield system puts them in Russia's cross-hairs, https://www.independent.co.uk/news/world/europe/putin-warns-romania-and-poland-that-hosting-us-missile-shield-system-puts-them-in-russias-cross-a7053361.html
8- China’s Response to U.S.-South Korean Missile Defense System Deployment and its Implications, July 26, 2017, p5,https://www.uscc.gov/sites/default/files/Research/Report_China%27s%20Response%20to%20THAAD%20Deployment%20and%20its%20Implications.pdf