بدأت مفاعيل الأزمة اللبنانية المفتوحة منذ 46 يوما، تعكس نفسها سلبا على واقع المخيمات الفلسطينية، حيث تصفها اللجان الشعبية بانها "مضاعفة في ظل الازمات الاقتصاديّة والمعيشيّة وارتفاع الاسعار والغلاء وتراجع خدمات "الاونروا" باضطراد.
وتترجم اولى مفاعليها، حراك احتجاجي فلسطيني صباح اليوم، تحت شعار "الفقر والجوع... مخاطر مجتمعية على الابواب"، حيث تنظم "المبادرة الشعبية الفلسطينية" في عين الحلوة، وقفة مطلبية امام مكتب مدير خدمات "الاونروا" في المخيّم، الساعة العاشرة والنصف صباح اليوم، يتخللها تسليم مذكرة موجهة الى المدير العام لوكالة "الاونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، تطالب بإغاثة عاجلة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، تشمل الجميع دون استثناء وليست فقط حالات العسر الشديد التي تقدم لها الوكالة مساعدات مالية مقطوعة كل ثلاثة أشهر عبارة عن 10 دولارات، لكل فرد في العائلة بعد استبدال توزيع الإعاشة التموينية منذ عامين تقريبا.
وأبلغت مصادر فلسطينية "النشرة"، ان الوقفة المطلبية التي تعتبر الاولى داخل مخيم عين الحلوة، هي "اول الغيث" في سلسلة حراك فلسطيني لدعوة المعنيين الى تحمل مسؤولياتهم كاملة، في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها المخيمات مع الازمة اللبنانية والتي باتت تنذر بكارثة انسانية سريعة، وبعد لقاء "شعبي تشاوري" عقدته "المبادرة" في قاعة "القاطع الخامس" في "حي صفورية" حضره العشرات من فعاليات ونشطاء المخيم، وتمحور حول الازمة المعيشية الخانقة التي يعاني منها الفلسطينيون في لبنان ومخاطرها على المجتمع وامنه والافات التي قد يكون الجوع مدخلا لها. تم التوافق على ضرورة المطالبة الفورية المباشرة بمساعدة مالية عاجلة لكافة العائلات الفلسطينية في لبنان من قبل "الاونروا" والفصائل والقوى وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية ودعوة الجمعيات الاهليّة ومؤسسات المجتمع المدني لتقديم مساعدات اغاثيّة عاجلة وفق قدرات وامكانيات كل مؤسسة…
فيما تستعد مؤسسات وجمعيات أهليّة فلسطينية لعقد "لقاء تشاوري"، لإطلاق "نداء عاجل" لدعم المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان، ومطالبة "الأونروا" لتحمّل مسؤولياتها مع استمرار الأزمة اللبنانية الحالية، وانعكاسها على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وذلك الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء في قاعة بلدية صيدا.
واوضح أمين سر "اللجان الشعبية الفلسطينية" في لبنان أبو إياد الشعلان ان اتصالات بدأت تجري مع المنظمات الدوليّة لشرح انعكاسات الأزمة اللبنانية على أوضاع اللاجئين، ودعوتها إلى بذل أقصى الجهود لتأمين مساعدات عاجلة وضروريّة، مشيرا الى ان التلاعب بسعر صرف الدولار الاميركي امام الليرة اللبنانية أدّى الى ارتفاع أسعار غالبية المواد الغذائيّة الأساسيّة، وسط ارتفاع معدّلات البطالة بين صفوف اللاجئين، لتتجاوز في عدد من المخيمات نسبة الـ80%.
في المقابل، وجه كوردوني كلمة الى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، اكد فيها ان لبنان يعاني اليوم أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة منذ نهاية الحرب. وقد تأذى الجميع بدءاً باللبنانيين وبشكل كبير ومن ثم اللاجئين والفلسطينيين والنازحين السوريين وحتى العمال الآسيويين وغيرهم، مؤكدا ان "اللاجئين اليوم هم من بين الفئات الأكثر حاجةً"، مشيرا الى ان "الأونروا" تتلقى باستمرار مناشدات لتوفير مساعدات طارئة. بينما يطالب الشباب الفلسطيني بالمساعدة في اعادة التوطين في بلدان أخرى وهو امر خارج نطاق تفويض الاونروا، مشددا ان اللاجئين يزدادون يأسًا وغضبًا لذلك يجب أن نجد طرقًا تخفف من وطأة أثار الأزمة الحالية على كل المتضررين في لبنان... وفي ظل هذا الوضع، ستستمر الأونروا في لبنان في ضمان حصول لاجئي فلسطين على الحماية والمساعدة إلى حين إيجاد حلّ دائم وعادل لمحنتهم.