لفت مقرّبون من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، تعليقًا على الرسائل الدوليّة الغربيّة والعربيّة، بوجوب تشكيل حكومة منقذة في أسرع وقت، إلى أنّ "المساعدات المُنتظَرة والصناديق العربية لن تكون هديّة أو هبة. إذ أنّ أحدًا لا يضع أمواله في كيس مثقوب، وحين تكون الثقة مفقودة بين أركان السلطة، فكيف للعرب أو للغرب أن يثقوا بنا؟".
أمّا بالنسبة إلى حكومة المواجهة الّتي يُروّج لها إعلاميًّا، فأكّدوا أنّه "إذا دعمت تلك الحكومة روسيا أو الصين، فهذا سعي مشكور، ولكن حتّى الساعة يبقى الدعم الصيني أو الروسي المطروح دعمًا إعلاميًّا كلاميًّا، وترجمته تكون بضخّ مليارات الدولارات عمليًّا في البلاد، و"عندئذ سنكون صينيّين".
في هذا السياق، كشف صديق مقرّب من الحريري لـ"الجمهورية"، أنّه "أوصل إلى رؤساء الحكومة السابقين، يطلب منهم عدم ذكر اسمه لرئاسة الحكومة المقبلة، لأنّه لن يشكّل حكومة وفق شروط الغير"، مؤكّدًا أنّ "الحريري كان فعلًا راغبًا جدًّا بتسمية الوزير السبق محمد الصفدي، وكذلك سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة نواف سلام، كما وافق دون جدال على الوزير السابق بهيج طبارة، علمًا أنّ مواقفه ضدّ الحريري منذ زمن، كذلك بالنسبة للمدير العام لشركة "خطيب وعلمي" سمير الخطيب".
وشدّد على أنّه "ليس حقيقيًّا القول اليوم إنّ الحريري هو المعرقل"، مركّزًا على أنّه "يمكنهم تشكيل الحكومة بالتفاهم مع الحريري، وكذلك يمكنهم تشكيلها ضدّ إرادة الحريري، ويمكنهم تشكيل حكومة لا تستفزّ الحريري ولا غيره، فيقولون بالتالي للرئيس المكلّف أطلَقنا يدك وشكّلها كما تريد دون أحزاب. فمن سيعارض عندها إذا عيّن أسماء غير مستفزة؟".
وأشار صديق الحريري إلى "الحقيقة الوحيدة، وهي أنّ "حزب الله" هو حزب براغماتي يدرك أهميّة موازين القوى ويستدرك الأخطار الموجودة، لأنّه يعلم ماذا حصل في العراق، وأصلًا لم يحصل الحزب على فرصة أفضل من فرصة الحريري الّذي "زعّل السعوديين والإماراتيين والولايات المتحدة الأميركية كما زعّل ناسه، وقال للحزب: "لنعمل وايّاك لنشكّل معاً صيغة مشتركة للخروج من الأزمة"، فكانت التسوية".
وعن الضغوط الّتي قد يتّبعها الحزب أو البعض في مواجهة الحريري لإرغامه على ترؤس الحكومة المقبلة، فأكّد أنّ "الحريري جاء إلى الحكومة وهو صاحب مليارات ورئيسًا لأكبر شركة في الشرق الأوسط، وما إن دخلها حتّى أصبح مفلسًا، أفلسته الحكومة وتوقّف عن دفع رواتب حتّى ـقرب الناس إليه". وذكر أنّ "حصانة الحريري الّتي يهوّل البعض بكسرها هي حصانة معنويّة استمدّها من الشعب وليست من منصبه، بل منذ استشهاد والده رفيق الحريري".
كما نوّه إلى أنه "ربّما من "أفاضل" هذه الثورة أنّها نقلت احتكار الفساد من طائفة إلى كلّ الطوائف".