اعتبر رئيس الجامعة الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري خلال الاحتفال بمرور 153 عاما على تأسيسها أن "وصف لبنان كمكان لعدم الاستقرار المزمن هو تخفيف للحقيقة. ولقرون عديدة، وفرت هذه المنطقة الجبلية الضيقة ملاذا وملجأ للمجتمعات الدينية المتغايرة التي تتوزع انقساماتها على السكان ليس فقط على الخطوط الطائفية، ولكن أيضا على الخطوط الاجتماعية والثقافية والفكرية ومن جهة فإن هذه المجموعات كانت استثنائية في كوسموبوليتها وليبراليتها بين جيرانها العرب، ومع صلات وثيقة بأوروبا وأميركا، ومن جهة أخرى شكلت معقلا للمقاومة والقومية".
ولفت إلى أنه "ليس للجامعة الأميركية في بيروت أن تلعب دورا سياسيا في هذه الانتفاضة، ولكن ببساطة لمواصلة القيام بما قامت به على مدار قرن ونصف: العمل كمنارة أمل وكمعقل للقيم الليبرالية"، مؤكداً أن "دور الجامعة الأميركية في بيروت هو دور أساسي كحاضنة لنوع أفضل من القادة في العالم العربي، وسنواصل السعي لأداء هذا الدور كما فعلنا دائما، دون خوف أو محاباة".
وذكر بـ"تعهده في يوم افتتاح العام الأكاديمي في وقت سابق من هذه السنة، بأنه في الوقت الذي ينتقل فيه لبنان والمنطقة إلى فترة تزداد فيها حالة عدم الاستقرار، تلتزم الجامعة الأميركية في بيروت، كما كانت دائما، بمساعدة جميع طلابها إكمال تعليم عالمي المستوى، ومدعوم بالكامل بأحسن قدراتها"، مشيراً إلى أن "هذا الالتزام لم يتغير، حتى لو كانت الظروف التي ستفي الجامعة فيها بالتزامها قد تغيرت".
وأفاد عن "الوضع الاقتصادي في لبنان وكيف يمكن أن يؤثر على سكانه بطرق جذرية يمكن أن تؤثر على متطلباتهم الأساسية للحياة"، مشيراً إلى "إننا نتخذ خطوات لحماية وتأمين أسرة الجامعة من تأثير التدهور المحتمل للاقتصاد، بما في ذلك تخفيض قيمة الليرة"، معلناً عن أنه "سيتم انشاء صندوق للطوارئ بدعم من مجلس أمناء الجامعة للمساعدة في التخفيف من تأثير الأزمة على أسرة الجامعة، بدءا بأفرادها الأكثر ضعفا والأهم، هو أن مساعدة الفئات الأكثر ضعفا تعني طلابنا. التزامنا هو أننا سنبذل قصارى جهدنا لنضمن أن يتمكن جميع طلابنا المسجلين من إكمال تعليمهم دون التخلي عن الدراسة لأسباب مالية أو نفسية أو لأسباب أخرى تتعلق بالوضع الحالي".