اشار الشيخ ماهر حمود الى ان "كثيرا من المسلمين في لبنان يشعرون بأننا عدنا إلى ما قبل الطائف، وأن رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل يأخذان من صلاحيات رئيس الحكومة ويستخفان بموقعه، ويحاول فخامة الرئيس أن يتصرف في هذا الأمر وكأنه يتمتع بصلاحيات ما قبل الطائف"، معتبرا ان "الوضع الآن مختلف، ولا شك أن فخامة الرئيس مهما بلغت به القوة، أو تجاوز الدستور على سبيل الافتراض، لا يستطيع أن يتجاوز رئيس الحكومة، ولن يعود من جديد رئيس الحكومة باشكاتب عند الرئيس كما كان يقال قبل الطائف".
وفي كلمة له خلال خطبة الجمعة، راى حمود ان "فكرة المناصفة في الوظائف كما أخرجها الوزير باسيل وظلم كثيرين، تدل على انحراف في التفكير وسوء فهم للعلاقة الإسلامية المسيحية. فإن كانت الأمور ستسير على نفس المنوال في اختيار رئيس الحكومة واختيار الوزراء والاستشارات الملزمة وما إلى ذلك، فمعنى ذلك أننا فعلا في أزمة حقيقية وأن أزمات ما قبل الطائف تطل برأسها من جديد"، معتبرا ان "رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، حيث تجاوز كثيرا صلاحيات رئيس الحكومة مقابل مكتسبات شخصية على حساب المصلحة العامة".
ولفت حمود الى ان "الحريرية السياسية تتحمل جزءا من المسؤولية، حيث أن رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ألغى كثيرا من الزعامات السياسية، كما أن مشروعه السياسي لم يكن يتضمن يوما ما فلسطين ولا المقاومة ولا التواصل السياسي مع القوى العربية والاسلامية الفاعلة"، مشيرا الى ان "أقصى ما تضمنه مشروعه السياسي أن يؤمن الرفاهية ورفع مستوى المعيشة للناس، ولم يتضمن أي تثقيف سياسي أو طموح نحو الوحدة العربية مثلا أو دعما للمقاومة بأي شكل من أشكالها، ومن هنا نؤكد أن أي مشروع سياسي لا يتضمنه زوال إسرائيل أو وحدة الأمة ولو بخطوات بطيئة وبنظرة بعيدة ولا يتضمن فلسطين والمقاومة فهو مشروع فاشل لن يكتب له النجاح".