تستمر الأزمة التي تعيشها معظم القطاعات الاقتصاديّة في لبنان نتيجة الوضع العام والتلاعب بسعر الدولار في السوق الموازي، بالإضافة الى الإجراءات التي قامت بها المصارف عبر إيقاف التسليفات وعدم القدرة على تأمين الكميات الكافية من الدولار للاستيراد. وبعد ضربها قطاعات معيشية مهمة، تطل الأزمة عبر باب قطاع المسلتزمات الطبية.
إذا اعتبرنا أن مصرف لبنان أصدر تعميمه مع بداية الحراك لمعالجة ازمة الدواء والمحروقات والطحين كون هذه المواد تؤثر على غذاء وصحّة الإنسان، إلا أن غياب المستلزمات الطبيّة لا يؤثّر فقط على الصحّة بل يذهب أبعد من ذلك ليؤثّر على حياة الإنسان بالإجمال خصوصاً في ظلّ الكلام عن بدء فقدان مستلزمات أساسيّة بما خصّ صمّامات القلب، غسيل الكلى وغيرها من الأمراض المستعصية.
تشرح ممثلة تجمع مستوردي الأجهزة والمستلزمات الطبّية سلمى عاصي، عبر "النشرة"، أن "المشكلة الفعلية هي مع المصارف، وقد طلبنا من حاكم المصرف المركزي رياض سلامة أن يساوينا بقطاع الدواء إلا أن هذا لم يحصل"، مشيرة الى أنه "إذا اردنا ان نفتح اعتمادات في المصارف، توصلنا مع الحاكم الى اتفاق يوجب علينا تأمين نصف المبلغ بالليرة والنصف الآخر بالدولار وفي ظل عدم توفّره، علينا تأمينه من السوق السوداء، وحتى الساعة الإجراءات مع المصارف متوقفة ما يعني أن الإستيراد غير ممكن أيضاً، اضافة الى أن المصارف لم تبلّغ بالتعميم 530 والذي يسمح بهذا الاجراء".
"الشركات التي تستورد الأجهزة الطبّية بحاجة إلى فترة ما بين 3 و6 أشهر لشحن القطع اللازمة". هذا ما تؤكده سلمى عاصي، لافتة الى أن "العديد من المسلتزمات بدأت تُفقد من السوق، واذا افترضنا أن الأزمة انتهت اليوم وقرّرنا الاستيراد تحتاج الشحنة وقتاً للوصول".
بدوره عارف يونس مالك شركة للتجهيزات الطبية يدق ناقوس الخطر عبر "النشرة"، لافتا الى أن "الفلاتر الخاصة بغسل الكلى أصبحت قليلة، صمامات القلب، أكياس الدم، الأصناف المعقّمة إضافة الى معدّات للجراحة، لم تعد متوفّرة كما في السابق"، شارحاً أن "المصارف كانت تعطي تسليفات وهذا لم يعد يحصل كما أن الاعتمادات التي يجب أن تفتح، يجب تأمينها بالدولار إضافة إلى تسديد كامل المبلغ، وهذا غير وارد بالنسبة لنا".
أما مراد أبو حبيب وهو مالك شركة مراد للعيون، فيؤكد عبر "النشرة" أن "توقّف استيراد القطع التي تتعلق باجراء جراحة العيون يؤدّي حتماً الى انقطاعها، وبالتالي يستحيل اجراء اي عمليّة من هذا النوع من دون توفّر المعدّات الخاصة الّتي أصبحت نادرة الوجود".
"مشكلتنا أكبر من مشكلة الدواء حيث يوجد البديل بعكس المواد الطبية"، هذا ما يراه عارف يونس. في حين أن سلمى عاصي تشدد على أننا "نقوم بالتحركات اللازمة على امل الوصول الى مخرج، والأهم بالنسبة لنا هو تأمين حاجات المرضى وفي الوقت الراهن استمراريّة الشركات وليس جني الأرباح".
في ظلّ الأجواء الراهنة، يبقى السؤال الأبرز "ماذا يفعل المرضى الذين يستوجب اجراء جراحات عاجلة لهم؟، وماذا لو فقدت التجهيزات الطبية فهل يكون مصيرهم الموت"؟.