مع تأخر اعلان الرئيس سعد الحريري من الجمعة الماضي وصعوداً حتى صباح الاحد، بدأت "النقزة" تسود اوساط الشيعي الثنائي وحليفهما الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل من الحريري و"عادته" في لعبة تقطيع الوقت وحرق اي مرشح غيره.
وتؤكد اوساط بارزة في الثنائي الشيعي ومتابعة لمجريات التطورات الحكومية، اننا "ضمنياً" كنا مقتنعين بأن الحريري يلعب لعبة ما وانه "ينصب" لنا فخاً، ولكننا آثرنا المضي قدماً في ما قاله واعلنه هو جهاراً ببيانه انه فتشوا عن غيري ولست انا واحد غيري لتشكيل الحكومة. وهو برر رفضه قبول تسميته مجدداً برفض الثنائي وعون الحكومة الغير سياسية، رغم تقديمهم اكثر من "عرض مغر" له. ووفق الاوساط كان الحريري يلعب وما زال معنا لعبة الشارع والوقت وآخرها حرق المرشحين كلهم وصولاً الى معادلة انا او لا احد او القبول بشروطي.
وعلى "ظهر البيعة"، كان يهدف ببيانه الاخير قبل تعويم اسم المهندس سمير الخطيب بساعات، بأن يُحرج عون والثنائي بحجة تعطيل الاستشارات، وبذلك يعمد عون الى تحديد الاستشارات ويتم تسميته في حال انعقدت المشاورات. وساعتها يُشكل حكومة ضغط ويرميها في وجه الاكثرية واذا رفضت تتواجه مع الشارع، واذا قبلتها تكون بلعت الطعم و"الموسى" ويجرحها في فمها كيفما تصرفت!
وامس الاول ومع تحقق مخاوف الثنائي والاكثرية عادت الامور الى نقطة الصفر. ولكن انقلب "السحر" على "الساحر". فالذي انقلب على الاكثرية وفق الاساط، واستقال ليركب موجة الشارع ولينفذ الاملاءات بمحاصرة حزب الله وعون، إصطدم مرة ثانية بتخلي الاميركيين والفرنسيين عن فكرة "عزل" حزب الله حكومياً وسياسياً وجغرافياً وكل الطرق فشلت. فعاد الحريري مع فرض "حظر سني" على المهندس سمير الخطيب وسواه مرشحاً سنياً اوحداً بتوقيع دار الفتوى وإتحاد العائلات البيروتية والرؤساء السابقين للحكومة وكلهم محسوبون على الحريري اي بما سيؤدي حكماً الى خوف اي مرشح سني غير الحريري بعد اليوم من القبول بأي مهمة تكليف الا بعد اخذ "البركة السنية" مسبقاً وبالتالي يمكن ان يبقى الاسم "سرياً" حتى نجاح "الطبخة كلها" مع "بركة المفتي".
وتشير الاوساط الى ان بعد وضوح خيوط "اللعبة"، لم يعد هناك مجال من المناورة امام الحريري بعد خطوة دار الفتوى وصدور التكليف الفعلي منها، ولم يعد هناك من حجة لتخطي الدستور والطائف، ولم يعد هناك من قول ان رئاسة الجمهورية والرئاسة الثانية يصادران رئاسة الحكومة بل صار التكليف الفعلي من بيت الطائفة السنية.
وعليه تقول الاوساط ان الثنائي الشيعي وخصوصاً حزب الله وبعد تأييد عون لاكثر من عامين ونصف مرشحاً للرئاسة كالاقوى في طائفته، يؤيدان عودة الحريري الى رئاسة الحكومة كأكثر ابناء طائفته تمثيلا، وبتفاهم واضح لانقاذ البلد ولتكوين حكومة انقاذ تكنوسياسية مطعمة بالحراك. وبأجندة عمل واضحة وقصيرة الامد لتحقيق انجازات ملموسة يحتاحها البلد وازماته. ولذلك سيبقى التواصل مفتوحاً مع الجميع وخصوصاً مع الحريري وعون وباسيل للوصول الى تركيبة حكومية مناسبة للمرحلة وبعيداً من لغة التعطيل والمكابرة والشروط والشروط المضادة. ففي النهاية مطلوب حكومة للعمل والانقاذ وكل الخيارات ساعتها مطروحة ومفتوحة وكل الاحتمالات واردة عند الوصول الى حائط مسدود. وهناك اسبوع للنقاش والحوار قبل موعد الاستشارات في موعدها الجديد الاثنين المقبل، للتفاهم وطرح الخيارات مع الحريري والحوار كفيل بأي شيء. لكن الخيارات الاخرى بعدها ليست وردية للجميع وليست كثيرة، وستكون قاسية على كل الناس وعلى البلد.