هل للولادة في "بيت لحم" معنى خاص أو مدلول معيّن? وما هو؟
تبعد قرية بيت لحم حوالي عشرة كلم عن أورشليم، وهي معروفة بمراعيها الخضراء، حيث كانت ترعى الخراف لتُقدَّم في الهيكل كذبائح حيوانية عن خطايا الشعب.
"لخم" أو "لحم" في اللغة الآرامية تعني الخبز، وعند العرب تعني اللحم، فيما «لَخَمو أو لَحمو» هو إله الخصب والحصاد عند الكنعانيين. من هنا بيت لحم تعني "بيت الخبز" وتشير في الأساس إلى القوت.
ويرى كثيرون من علماء أصول اللغات أنّ التغيير في معناها ما بين اللغات الآراميّة والعبريّة وحتّى العربيّة يشير إلى ما كانت تعتمده الشعوب كطعام أساسيّ.
فالذين اعتمدوا على الحنطة أصبح اسم الإله عندهم مرادفاً للخبز، وأمّا الذين اعتمدوا على اللحم غذاءً أوّليًّا، فتشير عندهم اللفظة إلى ذلك الطعام. وتحمل "بيت لحم" اسمًا آخر قديمًا جدًّا هو "أفراتة"، التي تعني الخصب.
نقرأ في سفر ميخا النبيّ (٧٥١–٦٩٣ قبل الميلاد): “أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ”(ميخا ٢:٥).
إنّها نبوءة عن المكان الذي سيولد فيه المسيح. فقد كان معروفًا أنّه سيأتي من بيت لحم مدينة داود، فهو الملك ابن داود بحسب السلالة البشرية(متى ٦:٢ / يوحنا ٤٢:٧).
ويضيف النصّ أنّ بيت لحم هي بلدة صغيرة بين "ألوف" يهوذا أي قبائل يهوذا. من المكان الصغير يخرج الكبير. من التواضع الأقصى تنبعث النعم والفضائل. فالمسيح لم يكتفِ بأن يولد في مذود بل في مدينة وصفت بالصغيرة.
وفيما بعد، نشاهد بأم العين تحقيق تسبحة مريم «أنزل الأعزّاء عن الكراسي ورفع المتضعين(لوقا٥٢:١). فهيرودس المتسلّط سيسقط عن عرشه ويظهر الملك الحقيقي الذي في ملوكيّته وملكه ومملكته يحقق الملكوت السماويّ على الأرض وفي نفوس البشر ذوي الإرادة الصالحة.