أكد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب جورج عطالله أن الذهاب إلى المعارضة هو أحد الخيارات الموجودة لدى قيادة "التيار الوطني الحر"، موضحاً أنّه منسوج على تصريح رئيس التيار الوزير جبران باسيل بعد إجتماع التكتل الأخير، عندما أعلن الإستعداد للتضحية إذا كان الثمن هو وجود حكومة منتجة، معتبراً أن هذا الموقف متقدم على غيره من المواقف.
وفي حين أعرب النائب عطالله عن أسفه من التصرفات الصبيانية التي رافقت المشاورات الحكومية، لا سيما في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، استغرب كيف بعد إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أنه لا يريد العودة إلى رئاسة الحكومة، تقفل الأبواب أمام أي شخصية سنية لقبول التكليف.
ورداً على سؤال حول من يتولى تسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة المقبلة، في حال قرر "الوطني الحر" البقاء خارجها في ظل المواقف المعلنة من القوى المسيحية الأخرى، لفت النائب عطالله إلى أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون له رأيه في التشكيلة الحكومية، وبالتالي يتعاون مع رئيس الحكومة المكلف في هذه المسألة، مؤكداً أن هذا لا يعني وجود التيار في المعارضة والسلطة معاً، بالرغم من أنه لا يمكن فصل جزء أساسي من إنتماء التيار السياسي عن رئيس الجمهورية.
على صعيد متصل، شدد عضو تكتل "لبنان القوي" على أن التيار لن يعتمد المعارضة الكيديّة، في حال كان هذا هو الخيار النهائي، بل سيكون معارضة بناءة، وبالتالي سيتولى الرقابة بعد التشكيل، مؤكداً إذا كانت الحكومة منتجة سيكون من "المهلّلين" لها حتى لو كان خارجها، قائلاً: "لن نعارض على قاعدة كسب نقاط في الشارع".
وتوجّه النائب عطالله بالشكر لرئيس المجلس النيابي نبيه بري على موقفه الأخير، لناحية تأكيد حرصه على مشاركة "الوطني الحر" في الحكومة، معتبراً أن هذا الموقف ينطلق من حرص بري على تعاون مختلف المكوّنات التي لها حيثيّة شعبيّة في معالجة الوضع الدقيق التي تمر به البلاد.
من ناحية أخرى، رأى النائب عطالله أن السؤال يجب أن يوجه إلى الحريري حول المشكلة التي لديه مع الوطني الحر، مؤكداً أن ليس لديه أي خلاف مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، بل على العكس من ذلك كان هناك تعاون جدي وإحتضان له، لافتاً إلى أن "الوطني الحر" لم يشعر في أي يوم أن الحريري لديه الموقف المستجد لناحية رفضه عودة باسيل إلى الحكومة، إلا أنه شدد على أن التيار لم يتبلغ منه هذا الموقف بشكل مباشر.
ورداً على سؤال، أكد النائب عطالله أن لا الحريري أو غيره يستطيع أن يفرض على "الوطني الحر" من يمثّله في الحكومة بل هو من يختار الأسماء المناسبة، معتبراً أن هناك على ما يبدو من هو متضرر من التفاهم الذي كان قائماً مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، منذ أكثر من 3 سنوات، من داخل وخارج تياره السياسي، وقد يكون نجح في "تطويعه".
من جهة ثانية، أكد عضو تكتل "لبنان القوي" أن الأزمة الراهنة لها طابع خارجي أيضاً، لافتاً إلى وجود تقاطع في المصالح والأهداف بين الداخل والخارج بالنسبة إلى الموقف من باسيل، مشيراً إلى أن المشكلة الخارجيّة تكمن بالموقف من 3 نقاط أساسية: أزمة النازحين السوريين، الدفع باتجاه تصنيف "حزب الله" منظمة إرهابيّة وملف النفط.
وأوضح النائب عطالله أن موقف التيار من الملف الأول غير مهضوم من قبل الخارج، في حين أن موقفه من "حزب الله" واضح لناحية أنه جزء أساسي من المجتمع اللبناني وله تمثيله الرسمي والشعبي، أما بالنسبة إلى الملف الثالث فإن الرهان الأميركي كان بأن الضغط العربي سيمنع لبنان من الذهاب إلى إستخراج النفط والغاز، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى عدم المشاركة في المناقصات، لكن عندما وجدت أن هناك جدية في هذا الملفّ عبّر عن موقفها دون خجل السفير السابق في لبنان جيفري فيلتمان.
في الإطار نفسه، أكّد النائب عطالله أن هذا لا يلغي أن البعض في الداخل متضرر من السياسة التي يشكّل الرئيس عون عمادها، وثبتها الوزير باسيل، لا سيما بعض القوى التي تراجع تمثيلها في الإنتخابات النيابية الأخيرة، بالإضافة إلى تلك المنزعجة من تكريس التوازن على المستوى العلاقة الإسلاميّة المسيحيّة.
ورداً على سؤال حول موقف "حزب الله" بحال حسم التيار قراره بالذهاب إلى المعارضة، لفت النائب عطالله إلى أنّ الحزب قد يصرّ على مشاركة "الوطني الحر"، كما فعل رئيس المجلس النيابي، لكن في حال كان هذا القرار نهائي من جانب التيار سيمضي فيه حتى النهاية.
أما بالنسبة إلى مستقبل العلاقة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، طمأن النائب عطالله بأنه ستكون موضعيّة بشكل كامل لا إلتباس أو تسييس فيها، وبالتالي سيسهل عمل حكومته في حال كانت تقوم بعملها بالشكل المطلوب، لا سيما في الشؤون الخدماتيّة والحياتيّة والإنمائيّة، إلا أنه بشّر بأنها في حال لم تكن منتجة ستواجه معارضة شرسة.