لفت رئيس "المجلس الأرثوذكسي اللبناني" روبير الأبيض، إلى أنّه "استوقفَنا في اليومين الأخيرين أمر ملفت للنظر متمثّل في تصريحات منقولة عن قيادي في الحرس الثوري الإيراني، وتتمحور حول استخدام الأراضي اللبنانية للدفاع عن طهران، ممّا يجعلنا نسأل عن قرار الحكومات اللبنانية المتعاقبة بالنأي بالنفس عن الصراعات الإقليميّة في المنطقة، الّتي دفع لبنان ولا يزال ثمنها منذ حرب فلسطين وكان بمثابة جائزة ترضية".
وأوضح في بيان، أنّ "صحيح أنّ لبنان يُعدّ من أصغر الدول بين البلدان العربية، ولكنّه الأكبر بالتواصل وانفتاحه على كلّ المجتمعات الإقليميّة، وأثبت أنّه قادر على إدارة شؤونه، ولكن الأطماع في ثرواته ومنها النفط وموقعه الجغرافي، يجعله ميدانًا للتنافس بين الدول". وركّز على أنّ "مع ما نشاهده من عودة التوتر إلى المنطقة، نؤكّد رفضنا التام بأن يكون لبنان ساحة حرب بين جميع الدول العربيّة أو الأجنبيّة، خصوصًا بين إيران وإسرائيل".
وذكر الأبيض "أنّنا سمعنا بوضوح من كبار القادة العسكريّين في إيران، انّهم على استعداد لخوض معركة ضدّ إسرائيل من الأراضي اللبنانية، ورغم صدور تصريحات إيرانيّة لاحقة تضع ما حصل في خانة التحريف الإعلامي والأخبار المغلوطة، غير أنّ هذا الأمر تعوّدنا عليه، فمن جهة يصدرون البيانات كي تصل رسائلهم من ثمّ يحاولون نفيها على استحياء كي لا يحرجوا جماعاتهم العاملة في لبنان أكثر فأكثر".
وطالب وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ووفقً للدور المنوط به، وأيضًا حفاظًا على مقرّرات الحكومة اللبنانية باتّباع سياسة النأي بالنفس، بضرورة استدعاء السفير الإيراني في لبنان وإبلاغه رفض الحكومة والشعب اللبناني التام استخدام أرضه كميدان حرب في الصراعات"، مطالبًا أيضًا وزير الدفاع الوطن يفي حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب بـ"تحذير كلّ من يحمل السلاح في لبنان ولديه نوايا بتقديم خدمات لمشاريع خارجيّة، ألّا يكون أداة لتنفيذ أيّ مخطّط حرب أو توطين يدفع الشعب اللبناني الثمن الباهظ لهذا المشروع".
وسأل "ألا يحقّ للبنان واللبنانيين بعد 40 سنة بأن يعيشوا بأمان واستقرار؟ الشعب أصبح في حالة صعبة والوضع الاقتصادي مزر، ولا إمكانيّة للعمل وبعض والمؤسسات تهدّد بإقفال أبوابها ويدفعون الآن نصف راتب"، سائلًا "المسؤولين والسياسيين الأحزاب من أوصلنا إلى أزمة لقمة العيش؟".
كما شدّد الأبيض على ضرورة "العودة إلى النأي بالنفس عن كلّ صراعات المنطقة الإقليميّة"، مشيرًا إلى أنّ "اللبنانيين يصرخون ألا يحق أن نعيش، أين هو مستقبل الأجيال القادمة في لبنان؟، فالجيل الشاب بحاجة الى فرصة ليعيش بأمان وازدهار وحرية القرار للشعب كما باقي شعوب العالم".