رأى راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد ان "لبنان أحوج ما يكون في هذه الأيام، الى التبشير بالمحبة والى مجتمع متدين في خضم المطالبة بمجتمع مدني" ووجه نداء الى المتظاهرين في الشارع، معتبراً أن "شعاراتهم جميلة لكن طريقتهم احيانا غير منسجمة مع شعاراتهم".
وخلال إطلاق جمعية "أرضي للتنمية"، بالتعاون مع مركز الدراسات الاسلامية المسيحية، مشروع "بناء السلام وتعزيز التواصل والحوار بين الأديان والمجتمعات" في مناطق صيدا وشرق صيدا وجزين، تحدث حداد عن معنى التسامح في الديانة المسيحية، مشيرا الى ان "طلب التسامح هو أصعب من التسامح نفسه، والتسامح هو جوهر الأديان السماوية والقاسم المشترك فيها"، مشددا على "قيمة التسامح في العلاقة بين الأفراد والجماعات لتجاوز الأحقاد والكراهية والوصول الى مجتمع يسوده السلام".
ولفت إلى "أننا عشنا التسامح في المسيحية والإسلام مع بعضنا البعض وأسسنا لبنان على قاعدة التسامح، وننوي في هذه الندوة أيضا وأيضا ان نستمر في هذه القيمة"، مؤكداً أنه "ما أحوجنا في هذه الأيام الى ان نبشر بهذه المحبة التي بإمكانها ان تبني الشعوب، وما احوجنا الى مجتمع متدين في خضم المطالبة بمجتمع مدني، اليوم هذه هي الصرخة: لقد أكلت الطائفية معاني الأديان المتسامية في بناء الشعوب، ويقول البابا فرنسيس ان المحبة أقوى من اي سلاح تستعمله الدول لقمع الاخرين والمحبة تقنع الاخرين إقناعا نهائيا، بينما القمع يقنع الى حين، أما المحبة فتقنعك دائما".
وأشار إلى أن "هذا النداء أوجهه الى اخوتنا المتظاهرين في الشارع، شعاراتهم جميلة لكن طريقتهم احيانا غير منسجمة مع شعاراتهم لتملك المحبة قلوبكم ولتتحقق غاياتكم وغاياتنا بالاتكال على الله وحده القادر ان يجعل بلدنا صالحا مستقرا".