ذكرت صحيفة "الخليج" الاماراتية أن "زعيم حزب المحافظين بوريس جونسون نجح في اعادة رسم خريطة السياسة البريطانية من خلال الفوز الكبير الذي حققه في الانتخابات التشريعية التي جرت على حزب العمال البريطاني بزعامة جيرمي كوربين، الذي أصيب بأسوأ هزيمة منذ ثلاثينات القرن الماضي".
ولفتت الصحيفة الى أن "هذا الفوز للمحافظين تصدر عناوين الصحف البريطانية، التي عكست توجهات الرأي العام تجاه النتائج"، مضيغة: "فقد وصفت صحيفة "الدايلي ميل" الأمر بـ"المفرح"، في حين وصفته صحيفة "ديلي ميرور" بـ"الكابوس الذي يسبق "الكريسماس"؛ ذلك أنه بات بمقدور جونسون تشكيل حكومة أكثرية من دون اللجوء إلى حكومة ائتلافية مع أحزاب أخرى، بعد أن تمكن من الفوز بـ364 مقعداً تكفي للحصول على ثقة مجلس العموم بـ650 مقعداً".
وشددت الصحيفة على ان "جونسون وصف بريطانيا بعد ظهور النتائج بأنها أعظم ديمقراطية في العالم، في حين قال كوربين: إنها ليلة مخيبة للآمال للغاية بالنسبة للحزب؛ لكنني أريد أن أقول إننا قدمنا برنامجاً انتخابياً مملوءاً بالأمل"، مضيفة: "لكن لا شك أن نتائج الانتخابات تعطي جونسون دفعاً قوياً للمضي قدماً في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد خلال الشهر المقبل، باعتبار أن نتائج الانتخابات هي بشكل من الأشكال تفويض قوي له بالخروج، باعتبار أن "البريكست" خلقت حالة من الاستقطاب الداخلي خلال الحملة الانتخابية تجاوزت النقاش السياسي العادي".
وشددت الصحيفة على أن "هذه النتائج وضعت كوربين في موقف لا يحسد عليه كزعيم لحزب العمال؛ إذ بات من المؤكد أنه غير قادر على البقاء في منصبه، وإن كانت استقالته غير مرجحة خلال الأيام القلية المقبلة؛ لكنه سوف يستقيل حتماً بعد أن يأخذ فترة؛ للتفكير ومناقشة الخطوات القادمة، حسب قوله"، متسائلة "لكن، ما أسباب هزيمة كوربين بهذا الشكل؟ يقول عضو حزب العمال وعمدة لندن السابق كين ليفنغستون: إن كوربين دفع ثمن العديد من برامج حملته، بما في ذلك عدم اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد معاداة السامية وكان ليفنغستون استقال من حزب العمل عام 2018 بعد تعليق عضويته في عام 2016؛ بسبب مزاعم حول معاداته للسامية؛ جرّاء مواقفه المناهضة لـ"إسرائيل" ، كما هي حال كوربين. وقال ليفنغستون: "كان على كوربين أن يتعامل مع هذه القضية في وقت مبكر، خصوصاً أن القوى اليهودية والصهيونية النافذة في بريطانيا شنت حملة تشويه عنيفة خلال الأشهر القليلة الماضية ضد كوربين، متهمة إياه بمعاداة السامية، كما كان واضحاً حالة القلق "الإسرائيلية" من فوز حزب العمال بزعامة كوربين، واحتمال اعترافه بالدولة الفلسطينية في حالة فوزه وهو ما أظهرته نتائج تصويت اليهود في الانتخابات لمصلحة حزب المحافظين"، مؤكدة أن "جونسون فاز وانتصر خياره بالخروج من الاتحاد الأوروبي باتفاق مع بروكسل، مع خيارات كثيرة للمناورة".