أشار رئيس الجامعة الأنطونية الأب ميشال جلخ إلى أن "عيد الملاد هو عيد الرجاء وقهر المستحيل، وعيد الفقراء والمهمشين والمنسيين الذي ارتضى الله أن يلبس حزنهم وفقرهم ليعلمنا أن انسانيتنا لا مسيحيتنا وحسب تقاس بما نفعله لاخوتنا هؤلاء الصغار".
وفي كلمته في تساعية الميلاد بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أكد أن لا تناقض بين أن نحتفل بالعيد ونحمل معاً صليب وطننا ومجتمعنا في ظل أوضاع معقدة وبالغة المشقة، كما لا تناقض بين الإحتفال في العيد فيما الأفق ملبد بغيوم القلق"، مشيراً إلى أن نجم الميلاد لا يسطع إلا في أحلك الظلمات.
ودعا جلخ إلى أن "نصلي من أجل خروج وطننا من محنته، باتِّجاه غدٍ لا يُشبه الأمس، غدٍ يمضي بنا نحو الأفضل، غدٍ يضع الشفافيَّة محلَّ الفساد، والكفاءةَ محلَّ الواسطة، والقدرة على التمييزِ محلَّ التشوُّش، والشجاعةَ في تحمُّل المسؤولية محلَّ استسهال رميها على الغير".
وأشار إلى أن "انتظار الشعب السالك في الظُلمة، ظُلمةِ الحرب تارة، وظُلمةِ القهر والفقر تارة أخرى، طال وآن له أن يُبصر النور، ويُبشَّر بالسلام وبالحياة الوافرة".
ولفت إلى أن "ميلادُ هذا العام ليس أكثر قتامةً من أعياد السنوات السابقة. فالأزمة التي نحن فيها تراكمت عبر تلك السنوات. كُنّا نؤجِّلُها أو نتغاضى عنها، أو نأملُ معجزةً تحلُّنا من تبعات المسارات التي انتهجناها في الاقتصاد والتعليم والإدارة وسواها. وها نحن اليوم نقف وجهًا لوجهٍ مع نتائجِ هذه السنوات. لا مجال للتأجيل ولا للتجاهل، ولكن لا مجال لليأس كذلك. معًا سنعبُر الأوقات العِجاف، لنبني، على الصخر هذه المرَّة، مستقبلًا لأولادنا".
وأضاف: "حسبُنا أنَّنا عازمون على ذلك، وأنَّ على رأس جُمهوريَّتنا رجلًا صُنع لمواجهة المَصاعب. آمالنا معقودةٌ عليكم يا فخامة الرئيس سيَّما وأنَّكم تكلَّمتم باكرًا عن محاربة الفساد، وكنّا بالكاد نستعيد الحرِّيَّة والسيادة والاستقلال، وعرفتم كيف تتنقَّلون بين فنِّ الممكن ورفض اللامقبول، محافظين على وحدة أبناء الوطن وعلى السِّلم الأهليِّ والكرامة الوطنيَّة".
وتابع: "صلاتُنا نرفعها دائمًا مع أبينا صاحب الغبطة على أن يَهدينا الطفلُ الإلهيُّ جميعًا إلى ما فيه خيرُ وطننا وأن يُطلَّ علينا عيدُ الميلاد القادم وقد عبرنا إلى برِّ الأمان".