زف منسق فريق علوم الفلك في المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور أحمد شعلان، إلى اللبنانيين، بشرى أن الإتحاد الفلكي الدولي "وهو الجهة العالمية الوحيدة المولجة بتسمية الأجرام والأبراج الفلكية"، سيعلن رسميا "إطلاق اسم "فينيسيا" على نجم في كوكبة أكويلا "النسر" في مجرتنا "درب التبانة"، وإطلاق اسم "بيروت" على كوكبه الخارجي التابع الوحيد، المكتشف حديثا حول هذا النجم"، وذلك في مؤتمر صحافي عالمي يعقد صباح بعد غد الثلاثاء في مرصد باريس في فرنسا.
وأشار شعلان في بيان له إلى أن "الإتحاد الفلكي الدولي، ولمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه، كان قد أطلق حملة عالمية لتسمية مجموعة من الكواكب الخارجية المكتشفة حديثا ونجومها المضيفة في مجرتنا "درب التبانة، من قبل أكثر من مئة دولة عضو في هذا الإتحاد، ومن بينها لبنان".
وأكد أنه "في لبنان، تولى حملة التسمية هذه لجنة وطنية شارك فيها، الى "فريق علوم الفلك" التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، ممثل عن وزارة الثقافة وإعلاميون ومثقفون آخرون. وكانت مهمة هذه اللجنة إطلاق حملة التسمية وطنيا وفقا للشروط والقواعد التي وضعها الإتحاد الفلكي الدولي، وإدارة عملية تصويت اللبنانيين على الأسماء المقترحة، وإرسال الأسماء الفائزة الثلاث الى الإتحاد الدولي.
وكانت نتائج التصويت قد كرست وطنيا اسم "فينيسيا" للنجم و"بيروت" للكوكب الخارجي التابع، كخيار أول، تبناه الإتحاد الفلكي الدولي وكرسه في سجلات الفلك عالميا. والنجم "فينيسيا" المعروف عند الفلكيين بالكود الرقمي HD192263، هو من فئة "القزم البرتقالي"، يبعد عن الأرض مسافة 65 سنة ضوئية تقريبا، ويبلغ قطره ثلاثة أرباع قطر الشمس، وحرارة سطحه حوالي 5000 درجة، مقارنة بحرارة سطح الشمس التي تقارب 6000 درجة. وكتلة النجم "فينيسيا" تقارب 80 بالمئة من كتلة الشمس، وطاقته الإشعاعية لا تزيد عن 30 بالمئة من طاقة الشمس. وهو غير مرئي بالعين المجردة لكن يمكن رصده بالمقراب او بأي تلسكوب صغير.
أما الكوكب "بيروت" فهو من الكواكب خارج المنظومة الشمسية، اكتشف حديثا حول النجم "فينيسيا" عام 1999، على بعد حوالي 23 مليون كلم من نجمه المضيف، أي 15 بالمئة من المسافة التي تفصل بين الأرض والشمس. ونظرا لهذا القرب المريب من نجمه المضيف، يدور هذا الكوكب حول نجمه بسرعة كبيرة تقارب 250 ألف كلم بالساعة أو 70 كلم بالثانية، فيكمل دورة حول النجم كل 24.4 يوم أرضي فقط (وهذا يعني ان سنته تساوي 24.4 يوم ارضي). كتلة الكوكب "بيروت" تساوي 233 مرة كتلة كوكب الأرض، ما يقارب ثلاثة أرباع كتلة المشتري، وقطره حوالي 6 مرات قطر الأرض اي ما يزيد عن مرة ونصف قطر كوكب أورانوس. لكن هذا الكوكب لا يحتضن أي حياة في زمنه هذا إذ ان معدل حرارة سطحه يقارب 484 درجة، اي انه ظروفه بتوحشها قد تشبه حالة كوكب الزهرة في مجموعتنا الشمسية".