زكريا رجل كهل ولم يعد قادرا على الانجاب. وهو ليس عنده ولد. وصار من المستحيل بالنظر الى عمره ان ينجب ولدا ولان منطق السنين الكثيرة لا يسمح له بعد بالانجاب هذا الامر صار مستحيلا وغير ممكن أبدا حسب منطق الطبيعة.
وكانت القرعة تقع على زكريا وكان دورهليدخل قدس الاقداس ويبخّر أمام الله. وظهر له ملاك الله واقفا عن يمين مذبح البخور فقال له الملاك: يا زكريا لقد استجيبت طلبتك فانك سترزق ولدا وتسميه يوحنا.دهش زكريا لان الملاك تكلم عن المستحيل واللامعقول وغير الممكن ولا يدخل في مسار الطبيعة ومنطقها وهو المنطق البشري العادي.
وكان جواب زكريا ضمن هذا المنطق الانساني والمعقول والطبيعي فعقد الملاك لسانه وجعله صامتا لأنه لم يصدق كلام الله. لكن الملاك يحمل رسالة فائقة الطبيعة لحدث كبير سيصير في الميلاد وبدأ التحضير له بهذه الرموز الخارقة:
1-بشارة زكريا
2-بشارة العذراء
3-زيارة اليصابات
4-مولد يوحنا
5-البيان ليوسف
6-أحد النسب
7-أحد الميلاد
وبهذا التطور نحن نتنقل من تطوّر الهي الى تطور الهي أكبر حتى حضور الله الابن متجسدا آخذا صورة الانسان. اعقدوا السنتكم عن النميمة والازدراء والشتم والكذب، فتعالوا نحن أيضاً نحضر نفوسنا لهذا الحدث الالهي المليء بالانتظار والاحداث اللامعقولة والمستحيلة، ونحول فينا كل شيء ليأتي الرب الى حياتنا وقلوبنا وبيتنا ومجتمعنا والا سنعقد السنتنا اعدوا طريق الرب. صوت صارخ في البرية كل واد يمتلئ وكل قلب يتغير بالمحبة والتوبة والنقاء والطهارة والمغفرة والمسامحة والذهاب الى لقائنا نحن بين البشر وسكن بيننا وصار اسمه عمانوئيل: الله معنا.
فلنكن نحن، معنا الله لئلا يطبق لنا افواهنا حتى يوم ميلاده كما حصل مع زكريا الذي بقي صامتاً حتى ميلاد ابنه يوحنا. هذا هو الحدث الاول الذي صار فيه المستحيل ممكنا واللامعقول معقولا استعدادا للميلاد، أما الحدث الثاني والاكثر غرابة هو كيف ان العذراء تحبل وتلد ابنا بقوّة الروح القدس ولم تعرف رجلا، ولنصلي الى الله ليطعم ولدا لمن ليس عندهم أولاد.