أكد عضو كتلة "المستقبل" النّيابية بكر الحجيري أن رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري لا يسير بأي توجه يتضمن مقاطعة إحدى الطوائف في لبنان، مشيرا الى أن طلبه تأجيل الاستشارات النيابية جاء بعد المقاطعة المسيحيّة وإمكان الدخول في دوامة "اللاميثاقيّة"، مشدّدا على أنّ قرار "القوات اللبنانية" بحاجة الى درس قبل اتخاذ أيّ موقف منه.
واضاف الحجيري في حديث لـ"النشرة" تعليقا على بيان حزب "القوات اللبنانية" والذي اعلن فيه عدم نيّة القوات تسمية الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة: "نحن في طور درس البيان قبل اتخاذ الموقف المناسب بشأنه، ولكن بكل تأكيد فإن الأمر ليس إيجابيًّا"، مشيرا الى أن تأجيل الاستشارات تمّ على أمل أن يتبدل المشهد.
وأشار الى أنّ الحريري سينتظر قليلا قبل إعلان موقف جديد قد يعود عبره الى مبدأ "البحث عن غيره لتشكيل الحكومة"، وقال: "أنا كمواطن أتمنى ألاّ يقول لا أريد التكليف وابحثوا عن غيري، رغم أن هذا الأمر بات متوقعا، لأنّه سيؤثر سلباً على الوضع المالي السيّء أصلاً"، مشيراً الى أنّ ما يحصل في الشارع الى جانب أمور أخرى كلها تستهدف الحريري.
وأضاف الحجيري: "ما جرى السبت والأحد وما جرى أمس في تلفزيون المستقبل يجعلنا نشعر وكأن أحدا ما يحرك كل المشاكل بوجه رئيس حكومة تصريف الأعمال"، مشيرا الى أن الحريري مواطن لبناني ومسؤول كغيره وله حزب وكتلة نيابية، ولكنه لا يستطيع وحده تشكيل الحكومة وإنقاذ الوضع، لذلك يجب أن يجد التضامن من الجميع.
وبالنسبة لما حصل الأحد في وسط بيروت من هتافات طائفيّة ومذهبيّة وشتائم موجّهة، عبّر الحجيري عن أسفه "من هذه الأحداث الموجهة ضد الحريري وآخرين أيضا"، مثمّنا موقف مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار واعتذاره من رئيس المجلس النيابي، معتبرا أن هذا الموقف جاء في وقته لأنّ ما شهدناه الأحد يدلّ على أنّ البلاد تذهب لمكان لا يُحمد عقباه.
وعن زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسطديفيد هيل المتوقعة الى لبنان، رأى الحجيري أن "الأميركي" له مصالحه وسياسته وهو يستعمل لغة الحلّ مع التهديدات، ولكنه لا يحلّ بشكل جدّي ولا يهدّد بشكل جدّي، بل يستعمل أسلوبه الذي يتّبعه بالمنطقة والذي أوصلنا لما نحن فيه اليوم. وقال: "لا أعتقد أن الحريري يواجه الضغوطات الأميركيّة فقط، بل الداخليّة أيضاً، ولكنه كمسؤول يعتبر أن عليه واجب التحمّل لاجل لبنان، الأمر الذي يتطلّب منه الصمت عن كثير من المواقف".
وفي سياق الحديث، عبّر النائب الحجيري عن وجع أبناء منطقة البقاع، فأشار الى أنهملم يعد باستطاعتهم التحمّل لأنه لم يبق لهم شيئا، مشددا على أنهم قطعوا شوطا كبيرا بالعوز والفقر والحاجة. أضاف: "إن هذا الوضع السيء يتفاقم وإن أي تأجيل إضافي لبدء الحلول سيكون مؤلما ومؤذيا للجميع، ولم يعد أمام الناس سوى الصلاة.
وردّا على سؤال،أجاب الى أنه "لا يعتبر نفسه مظلوما لان المرحلة الحالية فرضت نفسها على الجميع". وقال: "نحن مررنا بمراحل سابقة صعبة جدا كالحرب اللبنانيّة، فلذلك اليوم وبوضعنا الحالي يُفترض أن نتذكّر ما حصل، لضبط الشارع وعدم السماح بتفلّته كي لا تعود مشاهد الحرب السابقة".