تراءى ملاك الربّ لمريم وقال لها بانّها ستحمل ابناً و"تُسميه يسوع"(متى1: 21). كان اسم يسوع شائعاً في البيئة اليهودية آنذاك، ومعنى الإسم "الله يُخلّص".
لنلاحظ أوّلاً بأنَّ الملاك قدَّم يسوع كمُخلِّص لا كمُعلِّم؛ فالتّعليم يكون من دون فائدة إن لَم يُقدِّم للسّامعين الخلاص.
الإسم الثاني الذي يُطلقه الإنجيل على الطّفل هو "عِمّانوئيل". قال متى "هَا إِنَّ العَذْرَاءَ تَحْمِلُ وتَلِدُ إبْنًا، ويُدْعَى إسْمُهُ عِمَّانُوئِيل، أَي اللهُ مَعَنَا "(متى1: 13). وهذا الإسم مأخوذ من نبوءة أشعيا النبيّ، في تأكيد على حضور الله المُخلّص في وسط شعبه؛ فالله يُقيم معنا لكي يُخلّصنا، أي يُحرّرنا من الشّر الذي يُبعدنا عنه.
والإسم الثّالث الذي أُعطي ليسوع هو "إبن العلي"(لو1: 32)، بحسب ما قاله الملاك لمريم. وهذه التسميّة أطقلها أيضاً إبليس على يسوع، عندما طرده من الشّاب في أرض الجِرّاسيّين، قال الشيطان ليسوع: "ماذا تُريد منّي يا يسوع يا ابن الله العلي"(مر5: 7). يسوع هو ابن الله العليّ الذي جاء ...
لَم يُعطَ إسم "يسوع" للطفل بعد القيام بعمل الخلاص، بل قبل الحَبَل به، وهو ما يدلّ على أن خلاصه هو منذ الأزل وإلى الأبد.
يسوع هو المُخلّص، وهو لَم يأتِ لكي يُخلّصنا من أزماتنا الإجتماعيّة والسّياسيّة والإقتصاديّة وغيرها؛ فيسوع ليس قائداً عسكرياً ولا مُحرّراً سياسيّاً ولا ثائراً. أتى يسوع لكي يُخلّصنا من خطايانا التي هي في أساس الأزمات كلّها التي تُرهِق كاهل الناس وتسحقهم؛ إذ عندما يصطلِح الإنسان تصطلِح كُلّ النُّظُم التي هي، في الأساس، من أجل الإنسان.
فلنسأل الربّ الخلاص، فنتحرّر من خطايانا، ومن أزماتنا التي تُرهِقُنا. آمين.