كشفت معلومات لصحيفة "الجمهورية" أن "رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، سبق له ان طلب قبل موعد الاستشارات النيابية المؤجّلة اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي وافق على ان يُحدّد موعده في وقت لاحق، الّا انّ تأجيل الاستشارات وما احاطها من ملابسات، حملت بري ليل امس الاول على تحديد موعد لقاء الامس مع الحريري"، مشيرة الى أن "التطورات الأمنية التي شهدها وسط بيروت ليل الاثنين الثلثاء، فرضت نفسها بنداً رئيسياً على اللقاء بين بري والحريري، اللذين قارباه بإدانة شديدة له، وبتشديد من قِبلهما على معالجة الامور ومنع تجدّد مثل هذه الاعمال التي من شأنها ان تدفع الوضع الى ما لا تُحمد عقباه على السلم الاهلي واستقرار البلد بشكل عام، مع الحرص على منع الفتنة التي تحيكها بعض الغرف السوداء".
ولفتت المعلومات الى أن "بري والحريري استعرضا بشكل مفصّل الاحداث التي توالت منذ 17 تشرين الاول وحتى اليوم، مروراً بإستقالة الحريري وما نتج منها، وصولاً الى الاستشارات الملزمة وتأجيلها جرّاء الملابسات التي احاطتها، وخصوصا التطور الذي طرأ على موقف "القوات اللبنانية" وحملها على تبديل موقفها المؤيّد لتسمية الحريري وفق الاجواء الايجابية التي نقلها موفد الحريري الى معراب الوزير السابق غطاس خوري، وثمة سؤال حول هذا التبدّل لم يجد اجابة له بعد"، مبينة أن "اجواء النقاش بين بري والحريري كانت ودّية، وصريحة، وانّ الأخير لم يبدر عنه ما يوحي عزوفه عن الترشح لرئاسة الحكومة، اذ انّه حتى الآن ما زال وحيداً في نادي المرشحين لرئاسة الحكومة. كما لم يتمّ التداول بينهما في اي اسم آخر بديل منه".
وأشارت الى أن "بري قد طرح امام الحريري جملة افكار، وينتظر الاجابة عنها لاحقاً. وعندما سُئل بري عن ماهية الأفكار فضّل عدم الدخول في التفاصيل، لأنّ الاجابات عنها ستأتي حتماً في الساعات المقبلة، وبالتأكيد قبل استشارات الخميس التي يُفترض ان تجري في موعدها".
الّا انّ مصادر واسعة الاطلاع ابلغت "الجمهورية" انّ "من بين الافكار المطروحة على الحريري، تتمحور حول مبادرة يقوم بها في اتجاه "التيار الوطني الحر"، وإعادة تظبيط العلاقة مع رئيسه جبران باسيل، على اعتبار انّ امكان التظبيط لهذه الناحية، اكثر سهولة من العلاقة مع "القوات"، وفي ضوء ذلك تأتي الاستشارات المقرّرة الخميس، بطريقة مغايرة لما كانت فيه مع الاستشارات المؤجّلة"، لافتة الى "دور اساسي للثنائي الشيعي في عملية التظبيط هذه".
وفي هذا السياق لم تستبعد المصادر احتمال ان "يقوم الحريري بزيارة معلنة او غير معلنة للقصر الجمهوري عشية استشارات الخميس"، كاشفة أن "تأجيل الاستشارات احتمال وارد لايام قليلة جداً، اذا ما استدعت ذلك ضرورات تظبيط العلاقات".