اشار رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر الى انه "يرفع صلاته ليبقى لبنان علامة فارقة يتمجّد فيه إسم الرب يسوع، الهنا معنا".
ولفت في كلمة له بقداس الهي لمناسبة عيد الميلاد في كاتدرائية مار جرجس المارونية في وسط بيروت، الى إنه "إذا قارنّا بين وصف القديس متى لميلاد الرب في انجيله، وبين ذاك الذي أعطاه القديس لوقا، نجد أن الأول تحدث عن المجوس الذين أتوا ليزوروا الملك المخلّص الجديد، أمّا الثاني فيتكلم عن يسوع الطفل الصغير الذي وُضع في مزود ولُفَّ بالقماش كواحد من الشعب الفقير والضعيف، ويتحدث عن الرعاة الذين هرعوا للقاء الرب فارغي الأيدي".
وأضاف المطران عبد الساتر أن الفكرة الأساسية في إنجيل مار لوقا هي"أن الله صار معنا نحن الضعفاء الذين نعجز احيانًا عن تغيير أنفسنا. فالرعاة في ذاك الزمن كانوا فاسدين لأنهم كانوا يسرقون غنم بعضهم، ولم يكن يؤخذ بشهادتهم حتى لانهم كذابون، فأتى الله ليكون بالقرب من الانسان الفاسد ليتغيّر ويفتح قلبه لنعمة الله ومحبته له، وهذا ما اختبره الرعاة عبر تبشيرهم بأن المخلص أتى وهو سبب الفرح".
المطران عبد الساتر الذي أكد أن "مار لوقا يركز على أننا إذا أردنا لقاء يسوع المسيح المخلص، فإننا نجده بين الضعفاء والمساكين والفاسدين والمرذولين"، شدد على أن "سبب فرحنا الاساسي والوحيد في حياتنا اليوم، كما قال الانجيل، هو أن المسيح قد ولد وأن الله معنا نحن الضعفاء والفاسدون وأنه يحبنا ولا يتخلّى عنا. هي رسالة رجاء يعطيها الرب لكل واحدة وواحد منا نحن من نختبر ضعفنا في أحيان كثيرة، ونحن من نساهم في اوقات عدة في زيادة الخراب بدلا من أن نكون سببًا للصلاح والإصلاح. يقول لنا يسوع اليوم أنا أحبكم وأتيت لأكون بينكم ومعكم لتفرحوا وتتغيروا وتفتحوا قلوبكم".
وتابع المطران عبد الساتر قائلًا إن "يسوع يدخل إلى حياة الناس، حتى أولئك المتألمين والمحرومين الذين يمرون بظروف معيشية ومرضية صعبة، ويزرع الفرح في قلوبهم عَبرنا نحن الذين نختبر يوميًا حضور وفرح ومحبة وغفران يسوع المسيح لنا".
وبعد القداس، تقبل المطران عبد الساتر والكاهنان التهاني بالعيد في الكاتدرائية.