شدد عضو "هيئة تنسيق الثورة" العميد المتقاعد جورج نادر على "أننا ندرك جيّداً واقع أن الكلام الطائفي الذي تمّ تسويقه في الشارع، خلال الأيام القليلة الماضية، متّفَق عليه بين أركان السلطة كلّهم".
وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أنه "عندما يتمّ تحريك أي شارع طائفياً، فإن ذلك يستجلب تحرُّك آخر في وجهه، طائفياً أيضاً. وعندما يظهر بعض الناس يهتفون "شيعة... شيعة"، فإن ذلك سيتسبّب حُكماً بظهور شعارات أخرى تُنادي بإسم السنّة، وربّما بإسم المسيحيين في وقت لاحق".
ولفت الى أن "هذه الأمور ليست من أدبيات الثورة والثوّار المنتفضين معيشياً، ولا سيّما أن الثورة الشعبية التي انطلقت في 17 تشرين الأول، كان هدفها رفض الشعارات الطائفيّة أيضاً".
ولفت الى أنه "جرت محاولة لاختطاف الثورة خلال الأيام القليلة الماضية، ولكنها ستعود الى طبيعتها. وكلّ تحرّك طائفي، وحتى من أجل شخصية معيّنة، لا يمتّ إلينا بصِلَة أبداً".
وأكد نادر أننا "لن نمنع أي جهة من التعبير عن رأيها، ولكن هذا شأنهم. أما العناوين الغرائزية فلا تجذبنا، بل إننا نفكر بمصلحة الوطن والثورة والناس، عقلانياً".
وأكد أن "أي تحرّك ينادي بالدفاع عن أهل السنّة يشدّ العصب الشيعي والدرزي والمسيحي. وهذا هو المطلوب من أركان السلطة، ويتّفقون على ذلك في ما بينهم".
ورأى أن "نَفَس الأحزاب يبقى قصيراً، وينحصر بالتظاهُر الآني في وقت معيّن، وهو ما يحتّم عليهم التحشيد الطائفي والمذهبي. أما نَفَس الثورة الشعبية فهو مستمرّ منذ أكثر من شهرَيْن، ولا يزال قوياً، وذلك بسبب وجود مطالب وطنية محقّة، يجتمع كلّ الناس حولها".
واعتبر نادر أن "أحزاب السلطة تستغلّ العناوين المالية والإقتصادية والإصلاحية، لركوب موجة الثورة، وخفض منسوب الغضب والإتّهامات التي تطال الزعماء. ولكن الكلّ يتشاركون المسؤولية في ما وصلنا إليه من تردٍّ للأوضاع، ولا استثناء في هذا الإطار".
وشدد على أن "الثورة ليست بخطر. حاولوا أن يغتالوها بقوّة الترهيب واستعمال العنف، فما استطاعوا. أما الآن، فيُحاولون ضربها من داخلها عبر الكلام الطائفي. ولكن الثورة ستُكمل بأهدافها، والآتي قريب".