لم يعد خافياً على تحالف حزب الله و8 آذار، ان ما يقوم به الرئيس المستقيل والمنسحب من التكليف "ذاتياً" سعد الحريري، يهدف الى "حرق" لبنان والجميع معه بسبب خياراته الخاطئة، والتي اوصلته واوصلتنا الى ما نحن فيه، على حد وصف اوساط بارزة في هذا التحالف.
وتقول الاوساط ان الحريري لم يسحب يده فقط من تعهداته السابقة بل انقلب على كل ما بعدها. من تعهده بعدم الاستقالة في بداية الحراك، وطبعاً عند تشكيل الحكومة المستقيلة، وبعدها بتسمية الاسماء الثلاثة البديلة عنه التي عاد وتخلى عنها وحرقها. وها هو اليوم ينقلب على وعده بتسهيل مهمة الرئيس المكلف حسان دياب بعد "تزكية" إسمه، كما بات معروفاً ومعلناً في الصالونات السياسية رغم نفي الحريري لذلك.
وتضيف الاوساط، ولم يكتف بذلك بل يقوم بحصار الرئيس المكلف بالشارع وتحريض الطائفة السنية ودار الفتوى، وتهديد كل من يقبل بالتوزر في الحكومة التي يؤلفها دياب.
وتشير الى ان كل ذلك يمكن ان يكون ردة فعل على شعوره بـ"الندم" المتأخر، وبالقرار الخاطىء والمُكلف والذي اوصله لكي يكون خارج المعادلة الحكومية.
وتؤكد الاوساط ان فريقنا والثنائي الشيعي واقعي في مقاربة ان الحريري لن يعزل نفسه سياسياً بعد خروجه من السلطة، وحقه ان يعارض او يشكل تكتلات سياسية ويعيد تحالفاته السابقة. ولكن ان يُحملّنا ثمن قراراته الخاطئة حكومياً، وان يبتزنا بالشارع، ويهددنا فيه ويهول علينا بالفتنة السنة- الشيعية، فهذا امر غير مقبول وتجاوز للخطوط الحمر.
وتقول الاوساط، ان لعب الحريري بالشارع والتحضير لخطوات متهورة وتعزز الاحتقان المناطقي والمذهبي وقطع الطرق وإبتزاز الناس في خلدة والدامور والسعديات وبرجا، يقابله سؤال هام، ومطلوب من الحريري ان يجيب عليه وخصوصاً ان السيناريو المخطط له بات في عهدة كل الاجهزة الامنية والقيادات السياسية: هل يضمن الحريري من عدم نزول شارع مضاد له وان يقوم بقطع كل الطرق التي تعتبر شعاع للمستقبل والسنة؟
وهل يضمن الحريري، ان لا تقع صدامات بين شارعه والشوارع الاخرى؟ وهل سيسمح الجيش بوجود شارعين متقابلين في طريق واحدة؟
وتشير الى، اننا نعول اولاً واخيراً على وعي القيادات السياسية والدينية والامنية. والمطلوب ان يعي الجميع خطورة الوضع الاقتصادي وخطورة اللعب الشارع والدفع بالصدام بين الناس. وحري بالحريصين على لبنان، الدفع في اتجاه تأليف سريع للحكومة لا عرقلتها ونبش الاحقاد والضغائن.
ومع وجود نوايا وتصميم من تحالف حزب الله و8 آذار لاحتواء اي فتنة ووأد اي تصعيد في مهده، تبدو الطريق امام الرئيس المكلف حسان دياب ليست "وردية" كما تؤكد الاوساط المطلعة على تفاصيل المشاورات الحكومية. حيث يلمس الثنائي الشيعي وجود "إندفاعة" غير مبررة لدياب في التوجه نحو توزير شخصيات مستفزة في ساحتها، وتعتبر مستفزة لقيادات في تحالف 8 آذار على غرار طرح اسم قبلان فرنجية وشادي مسعد. وهما اسمان طرحهما الوزير جبران باسيل: الاول منافس في ساحة الوزير سليمان فرنجية والآخر ترشح في منطقة حاصبيا ومرجعيون ضد الثنائي الشيعي والحزب القومي في الانتخابات التي لم تبرد نتائجها بعد.
ونُصح الرئيس المكلف بالتروي في اختيار بعض الشخصيات، فالتسهيلات وقبول خبراء واختصاصيين لا تعني ان نأتي بالخصوم او بالاستفزازيين لقوى السلطة، ومن المناطق نفسها. بالاضافة الى وجوب التشاور في شكل الحكومة وبرنامج عملها وهوية الاشخاص فلا وزراء اختصاصيون من المريخ مثلاً فهم من لبنان ومن النسيج الاجتماعي.
وعن العقبة السنية تقول الاوساط انها قيد المعالجة، رغم كل الضغوط والتهديدات لبعض الشخصيات السنية المحترمة والبارعة في مجالاتها واحدهم في قطاع الاتصالات قد ضغط عليهم مستشارو الحريري. واليوم هناك توجه نحو اسماء سنية وازنة ومختصة ومحترمة ومستقلة ولها باع في مجالاتها.
وتكشف الاوساط ان العزم على اعلان الحكومة الثلاثاء قد يكون اصابته إنتكاسة بسيطة، قد تمدد المشاورات والاتصالات الى ما بعد عطلة الاعياد في انتظار حل هذه العقبات التقنية التي استجدت امام الرئيس المكلف.