تعكس السجالات الاخيرة ولا سيما السقف المرتفع من الرئيس سعد الحريري والعديد من نواب تيار المستقبل وقيادته الحزبية والسياسية مع التيار الوطني الحر، حجم التعقيدات التي وصلت اليها العلاقة السيئة بين الطرفين، وصولاً الى القطيعة الكاملة بينهما في الفترة الراهنة، مع توقع حصول اشتباك سياسي وإعلامي بين الطرفين من الهرم الى القاعدة وصولاً الى شارعين متقابلين ابتداءاً من الاسبوع المقبل وبعد إنقضاء عطلة الاعياد.
من جانبه يؤكد "تيار المستقبل" ان كل الدعوات الى الشارع والتصعيد هي مشبوهة ومدسوسة ولا علاقة لنا به، وكلام "المستقبل" هذا وفق المعلومات ليس الا رفع غطاء شكلي عن اي مخل بالامن او اعمال شغب تأتي من بعض مجموعات من طرابلس او بيروت، وذلك وفق اوساط في التيار الوطني الحر وفي 8 آذار وتستند الى معطيات امنية وحزبية!
ويقول النائب السابق وعضو المكتب السياسي لـ"المستقبل" الدكتور مصطفى علوش ان الرئيس الحريري من دعاة الاستقرار وحفظ الامن، ولسنا دعاة تخريب وكل ما يحض على العنف والشغب ليس صادراً عنا.
ويؤكد علوش ان العلاقة في أسوأ حالتها بين التيارين (الازرق والبرتقالي)، وتسير نحو القطيعة الكاملة. والتصريحات المتبادلة بين الجانبين تعكس هذا التوجه وخصوصاً ان الامور حكومياً لم تنجح .
ويشير علوش الى ان التسوية الرئاسية كانت بين الرئيسين الحريري وميشال عون، ولم تكن يوماً مع الوزير جبران باسيل والتيار الوطني الحر، والعلاقة في ظل التسوية الرئاسية، لم تكن مستقرة مع التيار البرتقالي ومع الوزير باسيل، ولم تنجح هذه التسوية في تحقيق المطلوب من استقرار مالي وسياسي.
وعن تأثير هذه القطيعة على الحكومة وتأليفها، ولا سيما ان هناك مقاطعة سنية واسعة للتأليف، ولم تقبل حتى الساعة اي شخصية سنية بارزة التوزر، وان المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان يرفض استقبال الرئيس المكلف حسان دياب وتغطية حكومته ووجود "حُرُم سني"، يشير علوش الى عدم علاقة "المستقبل" بكل ما يجري حكومياً، وخصوصاً ان هناك فريقاً ثلاثياً تجاوزه فليشكل الحكومة. ومن مسؤولية الرئيس المكلف والقوى السياسية التي تدعمه ان تحل مشاكلها.
ويؤكد ان بناء على شكل الحكومة واعضائها سنتعامل معها ولكن قرارنا النهائي بعدم المشاركة بأي شكل ولن نسمي او نغطي احداً.
ويؤكد علوش ان ما قام به الرئيس الحريري حتى الآن هو للحفاظ على الاستقرار والامن. والعلاقة مستمرة وكانت مع حزب الله على اساس الحفاظ على الاستقرار ولكن القاعدة الشعبية للتيار الازرق هي التي كانت تدفع الحريري الى هذه الخيارات اي الخروج من المعادلة الرئاسية والتي كانت على حساب المستقبل وقاعدته الجماهيرية وان يكون مع الناس ومطالبها.
ويشير علوش الى ان قرار الرئيس الحريري في المعارضة السياسية حتى نهاية العهد لم يطرح، وكذلك ما يقال عن تماهي "المستقبل" مع الحراك الشعبي بعد "الانتفاضتين" الاولى بالاستقالة والثانية بالعزوف عن اكمال المسيرة الحكومية مع العهد وباسيل ايضاً غير واضح الآن.
في المقابل تؤكد اوساط قيادية بارزة في "التيار الوطني الحر" وصول العلاقة مع الرئيس الحريري الى "الحائط المسدود". وتؤكد ان لا تواصل بين الجانبين بشكل كامل. ولكن الاوساط تنفي جملة وتفصيلاً ان يكون هناك تحضيراً "برتقالي" لشارع مضاد في حال قرر "المستقبل" النزول الى الشارع . وتُحمل الاوساط الحريري مسؤولية استهداف الرئيس المكلف حسان دياب ومحاربته بالوسائل كافة، وهو يسعى الى افشال التأليف بأي وسيلة ممكنة.
وتلفت الى ان الرئيس عون حاول حتى اللحظة الاخيرة مع الثنائي الشيعي تأليف حكومة قوية لمواجهة الازمة مع الحريري، لكنه رفض واستمر في تضييع الوقت، وكأن المطلوب حرق العهد والبلد وإبقاءنا رهن الازمات المتلاحقة.
وتلمح الى ان اي خيار سياسي يأخذه الرئيس الحريري هو حر فيه، اكان في المعارضة او في تشكيل قوة سياسية معارضة للحكومة، طالما ان الاستقرار موجود ولا نوايا للتخريب. وقد تكون هذه المعارضة ايجابية وبناءة وقد تساعد على الاصلاح، ومحاكمة كل الفاسدين والمتورطين من اي جهة كانوا بلا حماية طائفية من الحريري او غيره.