رأى رئيس حزب "الكتائب" السابق أمين الجميل أن "هناك صعوبات وتحديات كبيرة مقبلة على البلد في عام 2020، إلا أنه لا يزال في لبنان أشخاص ينكبون على طرح مبادرات إنقاذية تنتشلنا مما نتخبط فيه"، رافضا حسم موقفه من الحكومة المرتقب تشكيلها قريباً، متحدثاً عن "تحفظات كبيرة تحيط بعملية تكليف حسان دياب ما يعطي انطباعاً بأنه مكبّل".
وفي حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، لفت الجميل الى "أننا لم نتواصل معه كي نحسم موقفنا، لكن الاعتراضات المتواصلة من قبل الكثير من القوى تفاقم مخاوفنا من عدم قدرته على تشكيل الحكومة التي يطمح إليها اللبنانيون"، متسائلا: "هل هو قادر أصلاً على أن يتحرر بشكل كامل من كل الضغوط التي يتعرض لها، ويشكل حكومة وفقاً لقناعاته وضميره وتنسجم مع وعوده؟ وهل هو مستعد لمواجهة الفئات التي سمته؟"، مشيرا الى أنه "في الظاهر، لا يبدو أن دياب سينجح بذلك، لأن مهمته هذه تبدو شبه مستحيلة، لكننا ندعوه إلى المحاولة وخوض تحدي تشكيل حكومة إنقاذية متحررة وحيادية بالكامل تمتلك القدرات المهنية والتقنية والفكرية كي تنجح بالتصدي للمشكلات التي يتخبط فيها البلد، فيكون قد فاجأ الرأي العام".
وحثّ رئيس الحكومة المكلف على "فرض نفسه من خلال تشكيل حكومة لا يعترض عليها الشعب ولديها المصداقية والخبرات التقنية والحيادية، والأهم الشفافية"، معتبراً أن "في لبنان لا شيء يبقى قيد الكتمان والمكتوب يُقرأ من عنوانه، لذلك فور إعلان الرئيس المكلف تشكيلته الحكومية ستخضع للتقييم من قبل الشعب الذي سيحدد عندها مسار الأمور".
ورأى الجميل في اعتراض رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، ومفتي الجمهورية، على تكليف دياب، إضافة إلى العدد المحدود من أصوات النواب السنة التي نالها في استشارات التكليف: "مؤشرات سلبية لا يمكن تجاهلها"، لافتاً إلى أن "نجاحه يبقى مرتبطاً بقدرته على إغلاق الباب على كل الاقتراحات التي تأتيه من السياسيين".
وشدد على أنه "لا إمكانية لإنقاذ لبنان إلا بدعم مالي دولي لا تؤمنه إلا حكومة تتمتع بمصداقية وتجسّد طموحات الناس والشارع"، مؤكدا أهمية أن "ينجح الرئيس المكلف بتقديم نفسه كصادق وشفاف وقادر على أن يتحدث باسم كل اللبنانيين"، مضيفا: "الشفافية تبقى العنصر الأساسي بالنسبة إلى المجتمع الدولي عندما يتعلق الأمر بموضوع المساعدات المادية، باعتبار أن التجارب السابقة مع المسؤولين اللبنانيين في هذا المجال، غير مشجعة تماماً".