اشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى أن "بيان مجلس الجامعة العربية الذي عقد اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين بناء على طلب مصر، بشأن التدخل العسكري التركي في ليبيا كان خجولاً وهزيلاً جداً، ولا يصل إلى مستوى الخطر الذي يهدد ليس فقط الأمن القومي لمصر ودول شمال إفريقيا العربية فحسب، بل يهدد الأمن العربي ككل"، لافتة الى أن"البيان جاء عاماً، حتى أنه تحاشى ذكر تركيا بالاسم، واكتفى برفض التدخل الخارجي في شؤون ليبيا، والتمسك بوحدتها".
وشددت على أن "هذا الموقف الهزيل يعبّر عن عدم اكتراث بما يحصل في هذا البلد العربي، أو عن تقصير في فهم أبعاد هذا التدخل المباشر من خلال جماعات إرهابية بدأت أنقرة في تصديرها إلى طرابلس لدعم حكومة فائز السراج، وأيضاً من خلال دعم عسكري لوجستي، استعداداً لموافقة البرلمان التركي على طلب الرئيس رجب طيب أردوغان إرسال قوات تركية إلى هناك"، مضيفة: "يبدو أن هناك قصر نظر لدى الدول العربية في التعامل مع هذه القضية، لأنها إن تركت لأنقرة الساحة الليبية مفتوحة على مصراعيها، فإن ما سيحل بليبيا سيكون مماثلاً لما حل بسوريا والعراق من دمار وقتل واستباحة للبشر والحجر، من خلال أفواج الإرهابيين الذين سمحت تركيا بعبورهم إلى الأراضي السورية، بعدما أمنت لهم المأوى والمعابر والسلاح، وهو ما يتكرر اليوم من خلال آلاف الإرهابيين الذين يتم نقلهم علانية بالسفن والطائرات التركية من سوريا إلى الأراضي الليبية لاستكمال مهمة التدمير، ولكن هذه المرة في شمال إفريقيا".
ولفتت الى أن "الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان يريد أن ينقل حربه إلى ليبيا لعله يتمكن من ترسيخ موطئ قدم له هناك لتحقيق أكثر من هدف، منها السعي لمحاصرة مصر أو على الأقل إقلاقها، والاقتراب من فلول جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر والجماعات الإرهابية في سيناء، ثم السعي لأن تكون لتركيا حصة في النفط والغاز الليبيين، وهو بذلك يدخل في حلبة الصراع مع فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة على الثروات الليبية، كذلك يحاول يائساً التنسيق مع تونس والجزائر والمغرب، إضافة إلى ليبيا لإقامة تحالفات معها لعله بذلك يكرس زعامة إسلامية يسعى إليها ويحلم بها من خلال استعادة "خلافة عثمانية" وهمية"، معتبرة أنه "من الواضح أن هذه الجهود باءت بالفشل من بدايتها بعد أن أعلنت الرئاسة التونسية أن تونس ليست في وارد إقامة تحالفات مع أحد، في إشارة إلى ما كانت القيادة التركية زعمته في هذا الصدد بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها أردوغان إلى تونس مؤخراً".
واضافت: "رغم كل ذلك، فإن بيان الجامعة العربية لا يستوي مع نتائج مفترضة لـ"اجتماع طارئ" كان يجب أن يشكل نقلة نوعية في تعاطي العرب مع قضاياهم المصيرية الكبرى والمخاطر التي تتهددها. فإذا لم يقترن القول بالفعل فلا قيمة للبيانات والمواقف الكلامية. لم نتعلم بعد من دروس ما زالت ماثلة أمامنا في سوريا والعراق واليمن وليبيا وفلسطين والصومال وغيرها".