تتعرّض العلاقات اللبنانية اليابانية الى اختبار بالغ الدقة في الايام القليلة المقبلة بسبب فرار الرئيس السابق لمجلس ادارة رينو_ نيسان كارلوس غصن من طوكيو . لم يتلق لبنان اي احتجاج ياباني رسمي حتى ساعة متأخرة من يوم امس دون ان يعني ذلك ان فرار غصن ستقبل به طوكيو التي فتحت السلطات المختصة تحقيقات عن عملية
الفرار ومن ورائها . ودعا خبير في الشؤون اللبنانية _ اليابانيةانه يجب على المسؤولين تهيب ما حصل والضربة القوية التي تلقاها الامن الياباني الذي لن يسكت عن ذلك وفقا لتقارير عاجلة وردت تباعًا الى بيروت من طوكيو .
وافاد مسؤول في المكتب اللبناني لمنظمة الانتربول ان بوسع الحكومة اليابانية الطلب من المنظمة استرداد غصن وعلى السلطات اللبنانية المختصة القيام بذلك . وقال ان اللجوء الى هذه المنظمة لان ليس هناك من اتفاقية استرداد للتعاون القضائي بين الدولتين
واكدت مصادر ديبلوماسية لبنانية ل "الشرق الاوسط" ان لبنان سيتعامل مع الطلب الياباني وفقا للأصول المعمول بها في القانون الدولي مع حرصه على عدم توتير العلاقات مع اليابان نظرا الى الدور المساعد لها في عدد من الحقول الانمائية والزراعية على سبيل المثال لا الحصر ولها موقعها المؤثر في البنك الدولي بصفتها دولة مانحة وان الحكومة الجديدة تستعد لخوض مفاوضات مع هذا المصرف لمساعدته في معالجة مشكلة السيولة والتعثر الاقتصادي والمالي .
الا ان مسؤولا لبنانيا بارزا رسم سيناريو لكيفية التعاطي مع طلب الاسترداد الياباني وانه يجب التأكد ما اذا كان ينطبق مع ماهية الطلب وما اذا كان ينطبق على مواصفات الاتفاقية الموقعة مع لبنان لمكافحة الفساد والتي بموجبها ستقدم السلطات اليابانية المختصة طلبا لاسترداد غصن لاستكمال محاكمته وقياس ذلك مع ماكان عاناه غصن في السجن وما رافقه من تعاط قاس وغير انساني مما دفعه الى الهرب من "نظام قضائي ياباني متحيز حيث يتم افتراض الذنب" وفقا لبيان اصدره ا انه أصبح في بيروت ولم يعد "رهينة. "ّوانه لم يهرب من
من العدالة ،لقد حررت نفسي من الظلم والاضطهاد السياسي . "وابدى استعداده للتحدث امام وسائل الاعلام اعتبارا من الاسبوع المقبل .
وافاد سفير لبناني مواكب لهذا الملف "الشرق الاوسط " ان اي إغاظة للمفاوض الياباني او عدم التجاوب مع ما يريده سيؤثر على دعم طوكيو للبنان في اية مفاوضات يجريها مع البنك الدولي لتوفير مساعدات
اقتصادية ونقدية وعلى الاخص لجهة السيولة بالدولار الذي يعاني منها المصرف والمواطن ، مع التذكير ان مساعدات كثيرة تقدمهااليابان في عدة مجالات إنمائية . ولم يخف مسؤول لبناني تخوفه من ان تتأثر نتائج المفاوضات الإيجابية التي كان قد شارك فيها في المفاوضات التي كان قد اجراها وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني كيوشكي سوزوكي في ال 20 من الشهر الماضي في بيروت اتفق بنتيجتها على امكان توقيع اتفاقية بين لبنان ووكالة التنمية اليابانية من اجل زياردة المساعدا وتنويعها .
صحيح ان فرار غصن هي ضربة قاسية موجهة للامن الياباني لكن ذلك تم ّبتخطيطه، من دون علم لبنان الرسمي لا وزارة الخارجية ولا سواها ولا وزارة الخارجية الفرنسية بعد ان راجت معلومات عن ان باريس وراء عملية ترحيل غصن الذي يحمل الجنسية الفرنسية . استحوذت عملية الفرار باهتمام عدد كبير من الدول ومن المخابرات العالمية لجهة الأسلوب الذي اتبعته على الرغم من بعد المسافة بين طوكيو وبيروت واستعمال اسطنبول محطة للتزود بالوقود .
الا ان ذلك لا يمنع ان تتجاوب بيروت مع طوكيو في حال طلبت الاخيرة استرداده مع الوقاية من ان يتحول الطلب الى أزمة تؤثر على طبيعة العلاقات الجيدة بين الدولتين .
ويقول احد المختصين بالقانون الدولي ل "الشرق الاوسط" ان بوسع لبنان ان يطرح على الجانب الياباني ان يحاكم غصن في بيروت لان ليس هناك اي اتفاقية استرداد للتعاون القضائي بين البلدين .
واعادت مصادرديبلوماسية في وزارة الخارجية الى الاذهان ان هذه هي الازمة الثانية التي تنشأ بين الدولتين بعد ان كانت الاولى بينهما منذ 33 عاما حيث تلبدّ ت العلاقات في 27 شباط من العام 1997
عندما تبلغ سفير لبنان لدى طوكيو يومذاك سمير شمّا رسالة تتضمن استرجاع عناصر من الجيش الأحمر الياباني كانوا في مخيم في البقاع بذريعة انهم يقومون بعمليات مقاومة ضد اسرائيل . الا ان سوريا كانت توفر الحماية لهم . وفِي وقت لاحق اعتقلتهم السلطات الامنية اللبنانية واحتفظت بهم دون ان تسلمهم الى سلطات بلادهم على الرغم من تحذيرات الرئيس سليم الحص ووزير الخارجية الاسبق فؤاد بطرس .وسويت الامور بمساع اميركية بعيدة عن الاضواء من دون ان تؤدي الى وقف العلاقات الديبلوماسية بين الدولتين حيث تفهمت طوكيو ان بيروت ليست هي صاحبة القرار .
وافاد مصدر ديبلوماسي في بيروت ان الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون مهتم شخصيا بتفاصيل فرار غصن وبرهنت باريس انها ليست وراء تهريبه وطلبت وزارة الخارجية الفرنسية من السفير في بيروت برونو فوشيه جمع المعلومات حول هذه العملية وموقف لبنان الرسمي وتحركات غصن لتزويد باريس بها .
ونقل عن سفير اليابان الجديد تأكيشي اوكوبو انه تلقى تقريرا مفصلا من بلاده عن كيفية هرب غصن وانه وضع نفسه داخل chello كان من بين الأدوات التي اصطحبتها الفرقة الموسيقية التي اتت الى منزله للاحتفال في عيد الميلاد .وبقي غصن داخل العلبة حتى وصوله الى اسطنبول . وفي معلومات خاصة ايضا ان لبنان فتح تحقيقا لمعرفة كيفية عملية الفرار وعن انه اثناء هبوط طائرته الخاصة كانت على ارض المطار طائرة خاصة اميركية من طراز C130 وبعد وقت قصير هبطت طائرة اخرى من نفس الطراز في مهمتين مختلفتين عن الطائرة الخاصة التي نقلت غصن .