أكد عضو كتلة "المستقبل" النيابية عاصم عراجي ان تيار "المستقبل" حسم موقفه من الحكومة المتوقع تشكيلها قريبا في لبنان، مشدداً على أنّ الثقة لن تُعطى للحكومة إنما لن يتم التعاطي معها سلبًا بل على أساس المعارضة البنّاءة، مشيرا الى أنّ "المستقبل" لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بما يجري من قطع للطرقات في لبنان.
وأضاف عراجي في حديث لـ"النشرة": "نحن كبداية لم نسمّ الدكتور حسان دياب لتشكيل الحكومة، ولم نشارك بعملية التشكيل ولن نتمثّل ولن نعطي الثقة أيضا، إنما تعاطينا مع الحكومة سيكون بحسب شكلها وعملها، وسنعتمد على الاداء الحكومي وسنكون معارضة بناءة والعمل الجيد سنقول عنه جيدا، وسننتظر تعاطي الحكومة مع الملفات الطارئة".
واشار عراجي الى أنّ موقف المجلس الإسلامي الشرعي الاعلى من الحكومة او الوضع السياسي بشكل عام لا يخصّ تيار "المستقبل"، إنما يخص المجلس ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونحن لا يمكن ان نتحدث عن لسان المجلس ولا نعرف رأيهبما يجري، وما سيصدر عن أيّلقاء له يعود للمفتي، الذي هو أدرى بظروف المرحلة الحالية.
وعما يجري على طرقات لبنان وتحديدا في المناطق المحسوبة طائفيا وسياسيا على تيار المستقبل، أكد عراجي الى أن من الظلم بمكان اتهام التيار بقطع الطرقات، مشدداً على أنهم من الشبان العاطلين عن العمل، الذين لا يمون عليهم احد.
واضاف: "نسب البطالة أصبحت مرتفعة جدا، اذ بعد أن كانت حوالي 36 بالمئة منذ 6 أشهر، أصبحت 50 بالمئة بحسب بعض التقارير، وهذا ما جعل الشباب يتحركون في أكثر من منطقة، أما بما يتعلق بالمناطق السنّية فلا شك أن ما يجري بالسياسة يحرّك الشارع أيضا، خصوصا مع مشكلة كبيرة إسمها "تشكيل الحكومة""، مشيرا الى أن ما رافق هذه العملية أغضب الشارع، وأثار الغرائز المذهبية والطائفية.
وقال عراجي: "الشارع السنّي يقرأ ويتابع ويجد أن من يشكل الحكومة ليس رئيس الحكومة المكلف، إنما اطراف أخرى كالتيار الوطني الحر والثنائي الشيعي، كذلك فإن ما حصل خلال مرحلة التسميات، ووضع رئيس حكومة مقابل وزير، هو أمر أغضب الشارع، وكما غضب الشارع السني غضب الشارع الدرزي حيث اتّفق كل أطراف هذه الطائفة على موقف واحد برفض التهميش، وهذا يدلّ على وجود خلل بمكان ما يجب تصحيحه قبل أن تسوء الأمور وتولد ردّات الفعل".
واعتبر عراجي أن البعض يسعى لان يطبّق الدستور قبل الطائف، بحجة استعادة حقوق المسيحيين، ولكن يجب ألاّ ننسى أن لبنان دفع ثمن الطائف غاليا، ولا يمكن العودة الى ما قبله بهذه الطريقة، واذا نجحت بعض الأمور اليوم، فإنها لن تنجح بالمستقبل، مشددا على أن تيار المستقبل دفع من جيبه ثمن الحفاظ على الاستقرار بالمرحلة الماضية، وكان الحريري يُهاجم من قبل طائفته، وبالتالي فإن استمرار الامور على ما هي عليه ستؤدّي الى ردّات فعل قد لا تكون قيادة المستقبل قادرة على ضبطها.
واذ أكد عراجي أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان الاكثر صدقا في علاقته بسعد الحريري، أشار الى أن رئيس تيار المستقبل اعلن عزوفه عن الترشح بسبب الشروط، وما يؤكّد صحة خياره كان طريقة التعاطي مع دياب، اذ أن ما يعطى للأخير لم يقدّم للحريري، وهذا يطرح علامات استفهام كثيرة، مشددا على أنهم "لم يراعوا ظروف رئيس حكومة تصريف الأعمال وما خسره بسبيل الاستقرار لا في شارعه ولا في علاقاته مع الدول العربية".
وبما يخص رؤيته لمستقبل لبنان، أشار عراجي الى أنّ ثلاثة امور أساسيّة تؤثّر على الوطن وهي، الانقسام السياسي الداخلي، العامل الإقليمي، أي الصراع بين الدول الخليجية وإيران، والعامل الدولي أيّ الصراع الاميركي-الروسي-الصيني، لافتا النظر الى أن لبنان يتأثر بكل هذه المشاكل، وهذا يعني أننا أمام مرحلة صعبة جدا. وأضاف: "رغم ذلك أنا لا ارى لبنان منهارا، فهو رغم ما مر به سابقا تمكن من الصمود، وهذا ما يفرض تعاون الجميع والتخلي عن المحاور والتفكير بلبنان فقط".