اشارت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" في مقال الى أن "الغارات الجوية التي أمر بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب جعلت الولايات المتحدة وإيران على أبواب الحرب"، مذكرة أن "مبررات واشنطن لقرار الغارات الجوية واضحة، فهي حملت القوات المدعومة من إيران مسؤولية إطلاق صواريخ على قوات أميركية مما أدى إلى مقتل مقاول أميركي وقتل مواطن أميركي في كل الحالات خط أحمر عند واشطن".
ولفتت الصحيفة الى أنه "ردا على هذا العمل أمر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشن 5 غارات جوية على الحشد الشعبي، التي حاصرت أيضا السفارة الأميركية في بغداد، وبالنسبة لواشنطن لا يزال حادث اقتحام السفارة الأميركية في طهران عام 1979 عالقا في الأذهان".
ومن الناحية العسكرية، وفقا للصحيفة، فإن "القضاء على قائد الجناح الخارجي للحرس الثوري إنجاز كبير بالنسبة للولايات المتحدة، بل إنه أكبر من قتل أسامة بن لادن في عام 2011"، مضيفة: "باعتباره قائدا لفيلق القدس، كان سليماني مسؤولا عن إنشاء كيانات وقوات موالية لإيران في الشرق الأوسط ويشكل اغتياله في دولة أخرى استفزازا كبيرا خاصة أنه يحظى بشعبية كبيرة داخل البلاد"، مشددة على أن "هذا الامر يطرح تساؤلا بشأن سبب لجوء الولايات المتحدة إلى هذا التصعيد في هذا الوقت تحديدا، إذ حدثت أعمال عنف في السابق واكنت للولايات المتحد فرص لاستهداف سليماني. ويتمنى حلفاء الولايات المتحدة، حسب الفايننشال تايمز، أن يكون التوقيت خاضعا لاستراتيجية واضحة".
وشددت على أن "إدارة ترامب قدمت تبريرات مختلفة فوزير الخارجية مايك بومبيو اتهم سليماني بالتخطيط لهجمات وشيكة على أهداف أميركية"، لافتة الى أن "البيت الأبيض بدأ يصدق الدعاية التي ينشرها هو بأن النظام الإيراني على وشك الانهيار، فلاشك أن العقوبات الاقتصادية تؤثر على مؤسسات البلاد فقد شهدت مدن إيرانية احتجاجات ومواجهات مع أجهزة الأمن قتل فيها المئات من المتظاهرين".
واضافت: "لكن مقتل سليماني وحد زعماء إيران في الدعوة إلى الانتقام وإلى الاصطفاف وراء قيادة البلاد"، مرجحة أن "تلجأ إيران إلى استهداف المصالح الأميركية، عبر أعمال إرهابية تنفذها كيانات ومليشيا موالية لطهران، أو تنفيذ هجمات إلكترونية، وقد لا يكون هذا في القريب العاجل"، لافتة الى أن "العراق سيكون مسرحا للمواجهات الأميركية الإيرانية مع ما يجلب ذلك من خراب ودمار للبلاد".