نشرت صحيفة الغارديان مقالا تحليليا، تتوقع فيه المزيد من التعاطف مع إيران بعد مقتل القائد العسكري قاسم سليماني بغارة أميركية داخل العراق.
وأشارت الصحيفة الى أن المتأمل في التغريدات والخطابات النارية من واشنطن وطهران يجزم بأن وقت الدبلوماسية قد مضى، وأن الطرفين باتا على أبواب حرب لا مفر منها عقب مقتل قاسم سليماني. ولعل الأمر الوحيد الذي يمسكهما هو التفكير في العواقب.
وبحسب المقال، فإن إيران جربت مزاج الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتقلب، ومهما كانت رغبة الإيرانيين قوية في الانتقام لمقتل سليماني فإن قادة الاتحاد الأوروبي يسعون لإقناع القيادة الإيرانية بأن أي ضرب لأهداف أمريكية في الشرق الأوسط سيدفع ترامب إلى التصعيد أكثر.
ولفتت الصحيفة الى أن إيران هاجمت في السنوات الأخيرة الولايات المتحدة وحلفاءها عن طريق جماعات ومليشيا موالية. لكن الولايات المتحدة لها قوات قوامها 60 ألف جندي في المنطقة، من بينها أكثر 5 آلاف في العراق، ولذلك فإن الدبلوماسيين سيجدون صعوبة كبيرة في إنجاح مساعي التهدئة، على الرغم من وجود قنوات بين واشنطن وطهران، ومن بين هذه القنوات سلطنة عمان واليابان والاتحاد الأوروبي، وكذا السفارة السويسرية.
لكن الصحيفة رأت أن مقتل سليماني حقق نصرا لإيران عندما صدق البرلمان العراقي على قرار يطالب بالعمل على رحيل القوات الأمريكية من البلاد. ويرد على تصريح وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بأن العراقيين خرجوا يهتفون ابتهاجا لمقتل سليماني بأن الاغتيال أضعف القوى المناوئة لإيران في بغداد، وأن ضبط طهران نفسها سيقوي شوكة الأطراف العراقية الموالية لإيران، تزامنا مع التفاوض لتعيين رئيس وزراء جديد.
واعتبرت الصحيفة أن المزاج العام الموالي لإيران قد يجد طريقه أيضا إلى عدد من العواصم في المنطقة، لأن الناس بدأوا يستنكرون تهديدات ترامب، الذي أصبح أقل رؤساء الولايات المتحدة شعبية في الشرق الأوسط.