أكد وزير الخارجية الأسبق عدنان منصور، في حديث لـ "النشرة"، أن "العدوان الأميركي الأخير على العراق والذي أدى الى إستشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المنهدس وقائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني سيترك مضاعفات خطيرة على الأرض"، مشيراً إلى أن "الوجود الأميركي في المنطقة غير مرغوب به من قبل الشعوب في المنطقة، وايران ستتصدى لهذا الوجود بكل الوسائل المشروعة"، لافتاً إلى أن "العدوان الذي حصل سيعيد الحسابات من جديد وأتصور أن المقاومة في المنطقة ستشتد أكثر لاقتلاع الوجود العسكري الأميركي".
وشدّد منصور على أن "ايران واجهت الارهاب في العراق والمنطقة، ولكن هناك من يريد تطويق العراق وجعله في الفلك الأميركي وأيضاً تطويق ايران"، معتبراً أن "الهجمة على العراق، في الآونة الأخيرة، كان من أبرز نتائجها رفضه لأي وصاية خارجية، وتأكيده على حقه بالاحتفاظ بقراره الحر والمستقل خصوصا لناحية توجهاته الخارجية مع الصين، وهذا ما لا يروق للولايات المتحدة الأميركية"، لافتاً إلى أن "أميركا وضعت المنطقة أمام انفجار كبير، وعلينا أن ننتظر المرحلة المقبلة لنرى مدى استيعاب ايران لهذه الضربة وردة الفعل عليها"، مؤكداً أن "الردّ العسكري الايراني لا يستطيع أحد أن يحدد زمانه ومكانه، وهو متروك للقيادتين العسكرية والسياسية في ايران والعراق"، معتبراً أن "الهدف الأول، وهو أكبر من أيّ رد عسكري، عنوانه الوجود الأميركي في المنطقة ككلّ، واذا أصّر الجانب الأميركي على البقاء في العراق عندها سيكون عليه أن يتحمل نتائج هذا القرار".
من جهة أخرى، رأى منصور أنّ "لبنان ليس بعيداً عمّا يجري في المنطقة فهو يؤثّر ويتأثّر بمحيطه، خصوصاً أن تداعيات العدوان الأميركي الأخير كبيرة، لأنّ العمل العسكري مؤشّر خطير ويفتح المجال امام مواجهة لا أحد يستطيع أن يحدّد نتائجها المدمرة"، مشيراً إلى أن "المقاومة في لبنان هي جزء من المقاومات في المنطقة، والتهديد الخارجي هو تهديد واحد للجميع، وهي في الوقت نفسه تتصدى لاسرائيل وعدوانيتها المستمرة، وبالطبع هي لن تقبل بتراجع محورها في سوريا والعراق وايران".
وحول الملفّ الحكومي وما يحكى عن عقدة تتعلق بوزارة الخارجية، أوضح منصور أنه "لا بد من وجود هدف واضح من الوزارة يتعلق بموقف لبناني صارم وشجاع"، مؤكداً أن "لبنان لا يمكن أن يبقى صامتاً أمام ما يجري في المنطقة، وسياسة النأي بالنفس لا تنفع في هذه المرحلة"، مشدداً على أنه "لا يمكن النأي بالنفس عن عدوان أو احتلال يهدد المنطقة التي يشكل لبنان جزءاً منها، والدبلوماسية اللبنانية في المرحلة المقبلة يقع عليها مسؤوليات كبيرة في التعاطي مع الأحداث من حولنا"، مضيفاً: "المسألة لا تتعلق بشخص الوزير المقبل وحياديته، اذ لا يمكن للبنان أن يكون حيادياً، وعليه أن يحدّد موقفه في مواجهة من يهدّد الأمن في المنطقة ويتدخل في شؤونها، وفي الوقت نفسه عليه الوقوف إلى جانب من يحتاج الى دعم دبلوماسي".