أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار في حديث لـ"النشرة" أن "موقف تيار المستقبل في موضوع تشكيل الحكومة لا يزال على حاله بوجوب الذهاب الى حكومة اختصاصيين تفرضها طبيعة الازمة الاقتصادية والمالية القائمة حاليا"، مشددا على "ضرورة تأليف الحكومة في اسرع وقت ممكن وبالمواصفات التي لطالما تحدثنا عنها والتي تشكل في الوقت عينه مستلزمات النجاح في مواجهة التحديات الكبيرة"، معتبرا ان "التناتش على الحقائب والمحاصصة التي تضرب اطنابها داخل الفريق الواحد الذي سمى رئيس الحكومة المكلف حسان دياب هو اجرام بحق الوطن والشعب اللبناني".
ورأى الحجار أن "البلد اليوم لا يحتمل حكومة تصريف أعمال والتي لا يمكنها بمقتضى النصوص الدستورية أن تتخذ أية قرارات اساسية يستلزمها الوضع الراهن، ولا تستطيع مواكبة الاصلاحات الاقتصادية والمالية المطلوبة"، معتبرا ان "قيام البعض برمي المسؤولية على حكومة تصريف الأعمال هو هروب الى الأمام لأن الامر لا يتعلق في السياسة بل بالدستور وهو واضح في نصوصه في هذا المجال"، كاشفا أن "قصر بعبدا ردّ، على ما قيل لي، مشروع مرسوم ترقية مراقبين مساعدين في ادارة الجمارك وهو نتيجة دورة اجراها مجلس الخدمة المدنية باعتبار ان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري لا يحق له التوقيع على مرسوم الترقية"، متسائلا: "كيف نطلب من الحكومة المستقيلة أن تتخذ قرارات اساسية فيما يُرّد مرسوم لترقية مراقبين، الجمارك والخزينة بأمس الحاجة إليهم؟ هذا من حيث الشكل اما من حيث المضمون فان الدستور يحول دون ذلك".
ولفت الحجار الى ان "طبيعة الازمة التي تمس بالمواطن والحالة التي يعيشها سببها الازمة المالية والاقتصادية، ومعالجة الامر يتطلب حكومة مكتملة الصلاحيات حتى تستطيع اصدار مراسيم وارسال مشاريع قوانين للمجلس النيابي تنفذ ما تم الاتفاق عليه في اخر جلسة للحكومة المستقيلة"، معتبرا ان "ترجمة القرارات التي صدرت عن الحكومة المستقيلة تساعد المواطن اللبناني وتضع لبنان على سكة الانقاذ والخروج من الوضع الذي يعيشه"، مشددا على ان "البلد يحتاج الى اصدار قوانين وقرارت اساسية وجذرية على طريق الاصلاح وهذا الامر لا يمكن لحكومة تصريف الاعمال القيام به"، مشيرا الى ان "تيار المستقبل لا موقف مسبق له من الحكومة العتيدة، لأنه يُبنى على اساس الاسماء الموجودة داخلها وعلى بيانها الوزاري"، مؤكدا "اننا نطالب بالتأليف الحكومي بسرعة، ولكن لا نريد استباق الأمور"، محذرا من ان "المؤشرات التي تواكب عملية التأليف ويراها الجميع هي غير مطمئنة".
من جهة اخرى، استغرب الحجار موقف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من ان المصارف غير مجبرة اليوم على اعطاء الدولارات للزبائن، متمنيا تحسن الأمور والخروج من الأزمة والابتعاد عن "الدولرة" وأن نصل الى وقت يكون التعامل فيه فقط بالعملة الوطنية كما في بلدان العالم، مشيرا الى ان "المواطن اليوم وللأسف ليس لديه ثقة بمؤسسات الدولة وبالمصارف وعبَّر عن ذلك عبر التظاهر في الساحات، مؤكدا على "وجوب استعادة هذه الثقة عبر تشكيل حكومة من اهل الاختصاص من غير الحزبيين".
وفي سياق منفصل، اوضح الحجار أن "موقف تيار المستقبل من التطورات الاقليمية اعلنه في البيان الاخير لكتلة المستقبل"، مشددا على ان "التيار متضامن مع العراق الشقيق وسيادته على اراضيه ونؤكد على الموقف الاساسي الذي يجب اعتماده في هذه المرحلة، وفي ظل التحديات الكبيرة التي يواجها لبنان داخليا وخارجيا، وهو ان ينأى لبنان بنفسه عن هذه التطورات"، معتبرا ان "اخذ لبنان رهينة في هذا الصراع بين المحور الايراني والولايات المتحدة الاميركية ليس فيه اي مصلحة للبلد لا بل فيه خطر كبير عليه وعلى أهله"، مشددا على ان "المطلوب من اللبنانيين ان يتمسكوا جيدا بسلمهم الاهلي وبوحدتهم الوطنية وان يبتعدوا عن المشاكل المحيطة بهم".