ماذا بعد لم تفعلوه بنا؟
هدرتم وأفسدتُم الفساد؟
عشتم شركاء مع بعضكم البعض وتخليتم عنّا،
أمضيتم ثلاث سنوات على هواكم وعشتم العزّ والترف والسفر و"الصرف للصرف"..
تجتمعون مسروري الوجوه "مرقلي تامرّقلك" التلزيمات والاعتمادات. فعلاً ثلاث سنوات خيرٌ وبركةً وانجازاتٍ بربح وفير.
1- ثلاث سنوات ربحتم أينما كان من نفاياتكم التي ادت بعثرتها وروائحها وتسربها، يجب اعطاؤكم "وسام شرف" ان لبنان أول بلد متفشٍّ فيه مرض السرطان.
2- وربحتم "الكثير الكثير" من فتح اعتمادات للفيول لتبقى العتمة في قلوبنا، وربحتم من التلزيمات بالتراضي.
وظفتم بالآلاف مدعيّن انكم تخدمون الناس بالتوظيفات وعلى حساب الخزينة التي افرغتموها.
3- أدخلتم كلكم ناسكم في كل الادارات ومرافق الدولة سواء أكان لهم لزوم أم لا.
4- المتعهدون حدّثْ ولا حرج المشروع الذي يكلف 1 يضرب بـ 10 وتُقسم الارباح.
5- وكل شارع في لبنان وعلى نظرنا "يُفرش" بالزفت بالأغلى كلفةً، الى ان يُعاد الى حفره مرة وثلاثاً وخمساً، مرة للمياه، ثم يعاد تلزيمه للكهرباء ويعاد من جديد للتليفونات، هكذا كان الصرف على البنية التحتية.
6- وأكثر ما قهرنا نفق سليم سلام، يعاد مرة وثلاثاً تصليحه ويعود الى نفق عائم بالماء والسلسلة لا تنتهي، إذاً ثلاث سنوات كانت خيراً عليكم.
7- أكثر من كل الذي ورد قضية عدم دفع فاتورة الامم المتحدة لمنح لبنان حق التصويت بين "حانا ومانا" تأخرنا سنتين وسندفع المتوجب المتأخر اليوم ويعاد لنا حق التصويت على ماذا يا ترى؟
***
الى ان طفح كيل الناس لا بل الشعب وانتفضوا غضباً وقرفاً ولا يزالون حتى اليوم ومستمرون...
***
ماذا عن تأليف حكومة الدكتور حسان دياب، الاختصاصي، طرحتم مئات الاسماء لا بأس لتتألف الحكومة ونبدأ من نقطة الانهيار... حصل اغتيال الجنرال قاسم سليماني تغيّرت الأوضاع والظروف طولبتم بحكومة تكنوسياسية ثم سياسية تلملم الشمل.
ووقفنا هنا،
ماذا نقول، كلكم يعني كلكم أوصلتمونا الى الافلاس بأساليب وهندسات مختلفة لنتضرع الى الله عزّ وجلّ الا يُجربنا باجراء عملية، إذ لم يعد هناك مستشفيات بل طوابق للضرورة.
***
المصارف اليوم على أفضل حال، من اخترع أيام الحرب المدمرة كلمة ستاتيكو هكذا وضع المصارف اليوم، لا تحاويل ودائع ولا سحب ودائع ولا فتح اعتمادات الا سحب اسبوعي بالقطارة.
وما على الخزينة سوى استيراد الفيول والقمح ويقولون لزوم المستشفيات،
والفيول لتزيد ساعات التقنين، ولتزيد قلوبنا بالعتمة.
القمح الكلمة مباركة من الله.
واستيراد لوازم المستشفيات يتوازن مع اقفال طوابق وحصر العمليات، نعم بأيام محددة.
***
لماذا هذا التخبُّط في تأليف الحكومة؟ التبسيط حلُّ لكل الأمور، الفرقاء الأقوياء الذين يستطيعون ان يؤلفوا فليتفضلوا، وللدكتور حسان دياب نقول: الأفضل ان تؤلفوا حكومتكم وتضربوا رأس الحائط إذ المشكلة ليست مع الشعب بل مع السياسيين.
فيرجى ان تأخذوا بعين الاعتبار ما ستؤول اليه احوال البلاد والعباد في لبنان. "التراضي" يمشي في تلزيمات الطبقة الفاسدة، التي ورطتنا الى الانهيار بـ "التراضي".
اما في السياسة فأهون بكثير بالنسبة لنا نحن الشعب هناك كتل نيابية أتت بكم بيوم واحد، يمكنكم وانتم من أرقى المحاضرين في الجامعة الاميركية ومن السهل عليكم د. حسان دياب التفاهم والاقتناع وتدوير الزوايا وعندكم كل الفهم والتفهّم للوصول الى انجاح مهمتكم او فشلها.
***
اما إذا رأيتم أن لا مجال للوصول الى حكومة مقتنعين بها وبافرادها وهناك إصرار على حكومة سياسية، ولن تقدموا استقالتكم، فيجب ان تنتبهوا الى ان الدولار اليوم بـ 2400 وكل تأخير في الحل يرفع سعره، يا ترى نسألكم ما العمل؟
اتركوا الشعب جانباً لم يعد يتحمل الغضب والقرف وكلمة انهيار في قلبه.
بل فعلاً وصُدقاً الكرة في ملعبكم ولا نحسدكم على تكليفكم فأنتم أدرى بما ستفعلون.
***
اما مصير الشعب الغاضب والقرفان فاتركوه كما فعل حضرات السياسيين فهو يحدد ما يريد.
إما الهجرة إذا كان بعد باستطاعته ذلك، أو حرق نفسه، أو الانتحار، أو المضي بالانتفاضة إذ لا بريق أمل في احدٍ من الطبقة السياسية العظيمة.
لا استنهاض للبلد، هم على هواهم في السراء، اما الضراء فحصة الشعب وعلى هواه مثلكم انما في القهر والمعاناة حتى الانفجار الكبير؟
اسرعوا بالحكومة...