لفت المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، إلى أنّ "الصورة الأساسيّة لعناصر قوى الأمن الداخلي ليست معروفة أمام الرأي العام، ومن واجبي أن أعبّر عن المعاناة الّتي يعيشوها العناصر على مدى 90 يومًا في الشارع، وهذا أقل ما يمكنني القيام به للعناصر الّذين يتعرّضون لشتّى أنواع الممارسات القاسية". ووجّه "اعتذاره الشديد للإعلاميّين والصحافيّين والمراسلين والمصوّرين الّذين كانون يغطّون أمس الأحداث أمام ثكنة الحلو".
وبيّن خلال مؤتمر صحافي في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، "أنّني اتّصلت بالمصوّر جوزيف نقولا الّذي تعرّض لاعتداء أمس ودخل إلى المستشفى، وقدّمت اعتذاري وقلت إنّنا نواجه عنفًا كبيرًا وأشخاص مندسّين بشكل غير طبيعي، لديهم سوابق، وأوقفنا عددًا منهم"، مشدّدًا على أنّ "كل عنصر يخطئ وكل إنسان يخطئ وقوى الأمن الداخلي تمارس عملها بجديّة وصدق، وهي لا تريد التعدّي على أحد وتتصدّى للاعتداءات عليها؛ وما قدّمناه خلال هذه الفترة كفيل بأن يعرف الناس أنّنا نقدّم دماءنا لهذا الوطن، ونحن نمارس عملنا لكي يستتبّ الأمن".
وأكّد اللواء عثمان أنّ "التّعدّي على القانون ليس مسألة حرية عامّة، وكثيرون منّا عانوا ويعانون من هذا الموضوع منذ 17 تشرين حتّى اليوم"، مبيّنًا أنّ "المؤسسات الأمنية في لبنان حمت البلد، ونحن كافحنا الجريمة وحاربنا الإرهاب ولدينا إمكانيّات نمارسها بصدق ومحبّة تجاه الوطن. نحن صلة الوصل بين المواطن وحقّه في القضاء". وذكّر بأنّ "في 18 تشرين الثاني الماضي، قلت إنّنا لن نقبل بالاعتداء على عناصر قوى الأمن الداخلي أو على الأملاك العامة والخاصة، وإنّ كلّ شخص سيقوم بأيّ من هذه الأعمال سيتمّ توقيفه وفقًا للقانون"، منوّهًا إلى "أنّنا نحاول أن نكافح الجريمة، ونحسّن أنمسنا يوميًّا لنقلّل الوقت لتوقيف المجرمين. كلّنا نعرف أنّ إمكانياتنا وتدرينا وفهمنا لمفهوم الجريمة تحسّن".
وأعلن أنّ "483 عنصرًا من قوى الأمن الداخلي أُصيبوا بجروح منذ 17 تشرين الأول الماضي، منه حوالي 100 جريح في اليومين الأخيرين. قوى مكافحة الشغب عديدها 1500 عنصر، أي أنّ ثلث عديدها مجروح و"مكسّر"، مشيرًا إلى أنّ "صحيحًا أنّ هناك جرحى لدى المدنيّين إلّا أنّ معظمهم أُصيبوا نتيجة الغاز المسيّل للدموع، وقد تمّ تسجيل 453 إصابة بصفوف المدنيّين، أي أنّ عددهم أقل من مُصابي قوى الأمن الداخلي".
وجزم أنّ "التعرّض لثكنة عسكريّة غير مقبول على الإطلاق"، سائلًا: "هل تريدون أن تنسحب قوى الأمن من دورها في الحفاظ على الأمن؟ وهل يرضى أي أحد أن يُشتم أي فرد من عائلته أو أن تُرمى حجارة أو أي شيء آخر عليه؟ وهل الثورة هي مكان للفوضى ومحاولة القتل؟ في 14 الحالي رمى أحد العناصر قنابل مسيلة للدموع قرب المجلس وقد عاقبته لأنّه قام بذلك من دون أمر منّي". وأوضح أنّ "زهاء 300 شخص تجمّعوا عصر أمس أمام ثكنة الحلو وارتفع العدد إلى 1000 عند الساعة الثامنة، حيث بدأوا برمي الحجارة والمفرقعات على عناصر قوى الأمن ووقع 26 جريحًا من قوى الأمن حتى الساعة العاشرة تقريبًا أمس، وقد تحمّلنا الضرب والوجع، وفي بعض الأماكن رموا على عناصرنا زيت سيارات محروق ومفرقعات".
كما شدّد عثمان على "أنّني أعرف معاناة الاعلامي في الشارع، لأنّنا شركاء في المعاناة، وأنا في الـ90 يوما لدي ليس فقط الحراك بل 600 مركز يقوم كلّ منها بدوره من السجون والمخافر والتحرّي ومكافحة الجرائم والإرهاب". ولفت إلى "أنّنا نمارس دورنا لتوقيف الأشخاص المخلّين بالأمن، ونتمنّى فهم وجع قوى الأمن. رأسنا سيبقى مرفوعًا، ومعنويات العناصر عالية، وسنبقى نمارس دورنا الوطني الّذي نعتزّ به". وأفاد بـ"أنّنا باشرنا بالتحقيقات لتحديد المسوؤليّات عن الإعتداءات على الصحافيّين يوم أمس، ونحن لا نقبل أن يتمّ الاعتداء عليهم، ونطلب منهم أن يمارسوا دورهم بالحفاظ على الوطن".