رد وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال جمال الجراح، على سؤال حول ما يشاع عن التركيبة الحكومية المرتقبة، معتبرا أن القوى السياسية التي تقوم بتشكيل الحكومة، تتعاطى مع هذا الامر بكل خفة وعدم مسؤولية، وتدير الإذن الصماء لصوت ومطالب الشارع وتحاول الالتفاف على المطالب الشعبية بتشكيل حكومة من المستشارين تحمل في طياتها الثلث المعطل غير الظاهر، لكن يبدو ان الثوار اكتشفوا هذا الامر وعبروا ان هناك فريقا يحاول الاستئثار بهذه الحكومة والحصول على الثلث المعطل، وهذا الفريق هو التيار الوطني الحر وتحديدا الوزير جبران باسيل يساعده جميل السيد الذي ربما يطرح اسم ميشال سماحه كوزير للنقل نظرا لخبرته في نقل المتفجرات من سوريا الى لبنان".
وشدد الجراح في حديث تلفزيوني على أنه "بهذه الطريقة لن نصل الى اي مكان، انما الى المزيد من التدهور وثورة الناس في الشارع والاضطرابات. وهذا يدل على عدم مسؤولية كاملة من الفريق الذي يشكل الحكومة. ان المطلوب هو الاستماع لصوت الناس والإتيان باختصاصين ذوي الكفاءة وهم كثر في لبنان والخارج، وأكفهم نظيفة يتحملون المسؤولية في هذه المرحلة القادمة"، مشيرا الى أن "الحكومة المقبلة يمكن
ان تنال ثقة المجلس النيابي لأن فريق الأكثرية المشكل لهذه الحكومة لديه 72 نائبا، لكن لا أظن انه سيغامر بهذه الحكومة لأن مصيرها الفشل، وستكون بمواجهة مباشرة مع المنتفضين في الشارع".
وشدد على أن "رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وتيار المستقبل لن يقفا مكتوفي الايدي امام هذه الممارسات التي ستأخذ البلاد الى الانهيار الشامل والكامل. ومن موقعنا السياسي والشعبي والمسؤول عن البلد، علينا ان نرفع الصوت في وجه هذه الجماعة التي تحاول أخذ البلاد الى مزيد من الانهيار وإشكالات شهدنا البعض منها في الشارع من تعد على الاملاك العامة والخاصة. وهذه الحكومة بهذه الطريقة والتركيبة هي وصفة لمزيد من الانهيار والشغب والتدهور"، مبينا "أننا سنرفع الصوت بالحد الادنى وننبه الى ان هذه الطريقة وهذا الأسلوب سيؤدي الى خراب البلد، ونحن في مواجهة سياسية مع هذه الجماعة التى نرى ان ليس لديها اي حس وطني، ولا تستمع الى مطالب الشارع ولا يهمها سوى التسلط والغلبة والتمركز داخل الحكومة للاستمرار بالنهج ذاته الذي اوصلنا الى هنا".
وعن عودة الحريري الى بيروت، اوضح الجراح أنه "لدينا كتلة نيابية وازنة في البرلمان وسنواجه في السياسة هذه الحكومة او هذا الأسلوب في تشكيل الحكومات، لم تشكل الحكومة حتى الان ونحن ندعو الجميع الى المزيد من التعقل وإنتاج حكومة قادرة على الخلاص وتخليص البلاد من الازمة المالية والاقتصادية والنقدية، واذا استمروا في هذا النهج سيكون لنا مواجهة في البرلمان والطرق الديمقراطية والسياسة وسننبه الى ان هذا الأسلوب سيأخذ البلاد الى أماكن خطرة جدا لأن ما حصل في شارع الحمرا بالامس من بعض فرق الشغب مرسلة لتحطيم المصارف وتوجيه الرسائل السياسية في كل الاتجاهات، بالنتيجة سوف يؤدي الى الفوضى".
ورأى ان الانتخابات المبكرة "سوف قد تؤدي الى النتائج نفسها اذا ما حصلت على قانون الانتخاب ذاته، لكن الوضع السياسي الآن ان كان على المستوى النيابي او السياسي ليس في وضع ان ينتج قانون انتخابي جديد يكون عادلا ويعبر عن تطلعات الناس، لا سيما الذين نزلوا الى الشارع في 17 تشرين. ان الحل هو حل سياسي بحكومة اختصاصيين تكون قادرة على إنقاذ البلاد ومن ثم نذهب الى حوار الوزير الجراح لقناة الحدث السياسي حول اجراء الانتخابات وحول قانون انتخابات جديد. لكننا الان في مرحلة الإنقاذ واذا تأخرنا اكثر وتعاملنا مع الامر على طريقة المستشارين والثلث المعطل وطريقة جميل السيد والإلغاء والاستئثار، فنحن حتما وحكما ذاهبون الى الهاوية".