لفت الشيخ ماهر حمود إلى أنّه "قيل بسخرية واستهزاء مؤلم، مات أبو جهل فأصبح الجهل يتيمًا، فتبنّاه العرب. نعم نتساءل: لماذا يتعاقد بعض العرب أو كثير منهم مع الجهل إلى هذه الدرجة؟ لماذا هم مصرّون أن يتجاوزوا المرحلة الإسلامية الزاهرة الّتي أخرجتهم من الظلمات إلى النور؟ وأن يعودوا للعيش بمقاييس الجاهلية البغيضة".
وتساءل في موقف أسبوعي "لماذا يصرّ بعض الإسلاميّين على أن يكونوا جاهليين بأفكارهم ومواقفهم وخصوماتهم السخيفة، رغم ما يحملون من العلم ورغم أنّهم يقدّمون أنفسهم بديلًا عن الحركات السياسيّة القوميّة اليساريّة الّتي أخفقت في الوصول إلى أهداف الأمة؟"، مركّزًا على أنّ "للأسف، عندما يختلف إسلاميّون بعضهم مع بعض تراهم يتراشقون بالتهم ويستحلّون الكذب ويحفر بعضهم لبعض الحفر دون أي اعتبار للقيم الإسلاميّة، ومن أخطرها صفة المنافقين".
وأوضح حمود أنّ "جزءًا من هذه الجاهليّة برز في جزء من ردود الفعل على اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، عندما حاول البعض بكلّ ما أوتوا من قوّة أن يسقطوا عنهما وعمّا يمثّلان صفة الجهاد والمقاومة، ليسقطوا عليهما صفة التآمر والمذهبيّة العنصريّة والقتل الجماعي بل وحتّى التبعية للأميركي".
ونوّه إلى أنّ "أجمل" ما سمعناه قولهم إنّ إيران قرّرت اغتيال سليماني لجزء من صفقة تقارب مع الولايات المتحدة الأميركية"، سائلًا: "كيف يمكن معالجة هذه الجاهليّة؟ الجواب باختصار بأن نصبح مسلمين فعلًا، أن نطبّق ما نقوله وأن نمارس ما نعلنه. طبعًا تبدو القضية أكثر تعقيدًا، ولكن هذا هو المبدأ الّذي ينبغي أن يحصل".
وأشار إلى أنّ "على المستويَين العملي والشخصي، الغربي بشكل عام أكثر صدقًا وشفافيّة من العربي والمسلم، وبالتأكيد ليس لأنّه أكثر إيمانًا بل لأنّه واقعي وعملي: لقد اكتشف الغربي بالممارسة أنّ الصدق يقوده إلى النجاح، فهو حريص عليه وحريص على الدنيا، وأمّا المسلم من حيث المبدأ فقد اهتدى إلى الصدق".