تشكّل قضية جماعة "رسالة حياة" أو Mission De Vie واحدة من القضايا الهجوميّة التي تتعرّض لها الكنيسة المارونية منذ مدّة... فتارة يتم إتهام كاهن أنه pedophile وطوراً يُشاع أن هذه الرهبنة أو هذه الجماعة فيها تعتريها حالات غريبة كبيرة.
وإذا كنا ننظر الى الموضوع من هذا المنطلق فهذا لا يعني أن الجماعات أو الرهبان من المعصومين عن الخطأ ففي النهاية هم بشر، ولكن قلنا كلّ هذا لنفتح باب التساؤلات حول سبب استباق التحقيقات دائمًا، مع العلم أن أساس العدالة هو أن المتهم يبقى بريئاً حتى تثبت إدانته. من هنا لا يجب الادانة مسبقاً، فما حقيقة ما حصل مع Mission De Vie؟.
حكم غيابي
بالعودة الى ما حصل مع جماعة "رسالة حياة" وبحسب مصدر مطلع، يقول انه وصلت دورية مسلّحة الى الدير في انطلياس بتاريخ 06/12/2019 برفقة مندوبتين من الاحداث وهما غنى الصاحب وربى غانم، يحملون معهم مفرزة حكمية عن حكم صادر عن قاضي الأحداث في بعبدا جويل أبو حيدر صادر أيضاً في اليوم نفسه بتاريخ 06/12/2019، ولفت مصدر الى أن "هذا القرار يطلب بتسليم عشرة أولاد من الأحداث وطفلين رضيعين(تتحفّظ "النشرة عن ذكر اسمهما)". محامي جماعة رسالة حياة ميشال حنوش يشير عبر "النشرة" الى أننا " لم نتبلّغ الحكم ولا ندري بوجود هكذا قضيّة أساساً ولم نبلّغ بها حتى"، متسائلا "عندما يكون هناك مشكلة بحجم تلك الصادرة في الحكم كالتحرّش الجنسي، واطعام الاولاد مأكولات فاسدة، والتعنيف اليس من المنطق أن تتبلّغ الجهة المعنيّة أو حتى أن يصار الى التحقيق معها مثلاً، فكيف يصدر الحكم ونحن لا ندري أًصلا بوجود مشكلة"؟.
ليلة الهجوم على الدير
يؤكّد المحامي حنّوش أننا "لم نبدِ دفاعاً أبداً وفي القانون يعتبر واجب قانوني"، مضيفا: "يريدون من الجماعة أن تسلّمهم عشرة أحداث، في المقابل هناك 7 من هؤلاء الاطفال كانت محكمة الاحداث أصدرت قرارا بتسليمهم الى الدولة وهي نفسها موافقة أن نسلّمهم الى أهلهم بالتبنّي بموجب قرار، وبالتالي هي تدري أنهم لم يكونوا موجودين في الدير لهذا السبب".
قضية الطفلين الرضيعين
يكمل حنّوش رواية المصدر ويشير الى أن "القوى الأمنية وافقت على استلام 3 أطفال نظراً لعدم وجود باقي السبعة وطالبت بالطفلين إ. والآخر ج.". يشرح حنّوش أن "في الدير نظام بدأ منذ حوالي العامين وهو نظام التبنّي وهناك مسار طويل تمرّ به العائلة. وقبل أن يحصل التبنّي نرى إذا كانت هذه العائلة تصلح لأن تكون مسؤولة عن هذا الطفل، من هنا لم يكن لا الطفل إ. ولا ج. في الدير بل مع العائلتين اللتين تريدان تبنيهما، وهذا ما قلناه للقوى الأمنيّة الّتي أصرّت على أخذهما"، مشددا على أنه "تم تهديدنا إما بتسليم الطفلين أو سجن الراهبتين"، مضيفا: "جوابنا كان واضحاً إفعلوا ما ترونه مناسباً فقاموا في تلك الليلة باعتقال الراهبتين والافراج عنهما بعد ساعات".
معايير للتبني
"موضوع التبنّي لا يقف عند هذا الحدّ فهو مع محكمة الاحداث ونحن نملك حكم وصاية عن كلّ طفل". هذا ما يؤكده حنّوش، لافتا في نفس الوقت الى أنه "حتى ولو كان الطفلان موجودان في الدير، لا يمكننا تسليمهما الا بعد الحصول على إذن برفع الوصاية أمام المحكمة الروحيّة"، مضيفاً: "بتاريخ 09/12/2019 وبعد أن تمّ إخلاء سبيل الراهبتين قدّمنا طلباً الى قضاء الأحداث لتسليم الطفلين بعد أن تمّ رفع الوصاية عنهما"، مشيرا الى أنّ "قضاء الأحداث أجّل التسليم من 06/12/2019 الى 11/12/2019 على أن يتمّ فيما بعد في قصر عدل بعبدا في مكتب حماية الاحداث، بعدها قدّمنا طلباً الى قاضي الأحداث لنقل التسليم من قصر العدل المذكور الى دير جماعة رسالة حياة في انطلياس"، معتبرا أن "المفاجأة كانت ان القرار اتخذ بتسليم الطفلين الى العائلتين اللتين اختارتهما جماعة رسالة حياة وكانا لديها في يوم 06/12/2019، وبتاريخ 13/12/2019 تم تسليم الطفلين".
إذاً هذه هي حقيقة الليلة الشهيرة في اعتقال الراهبتين من جماعة رسالة حياة وهذه هي قصة الأطفال... ولكن ما خلفيات هذه المسألة وأين القضية اليوم؟!.