هل دقت دقت ساعة الخطر الحقيقي، وباتت القضية الفلسطينية برمتها من "القدس الى اللاجئين" في مهب الرياح الاميركية في المنطقة؟.
هذا الخطر يساور القوى السياسية الوطنية والاسلامية الفلسطينية وأبناء المخيمات في لبنان، وسط هواجس من القلق والخوف من تداعيات قرارالرئيس الاميركي دونالد ترامب، عزم "البيت الابيض" نشر تفاصيل "صفقة القرن"، قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الثاني من آذار المقبل، في اطار "خارطة الطريق" التي رسمتها الادارة الاميركية للسلام بين "اسرائيل" والفلسطينيين.
وتؤكد أوساط فلسطينية لـ"النشرة"، ان ما يزيد القلق والخوف الفلسطيني من اعلان"صفقة القرن" في هذا الوقت الدقيق من تاريخ المنطقة، ان لا شيء جديد تغير في المشهد الدولي والاقليمي، خاصة بعد سنوات من التأجيل بسبب الفشل الذريع في فرضها من جهة، والرفض القاطع الرسمي للسلطة الفلسطينية والسياسي للقوى والفصائل والشعبي لابناء الداخل والشتات من جهة أخرى، ما يدل على رغبة اميركية جارفة بتقديم المزيد من عناصر "القوة" الى "اسرائيل"، على ابواب الانتخابات، والضغط على الجانب الفلسطيني استكمالا للقرارات الاميركية السابقة ضد القضية وشعبها، ومنها نقل السفارة الاميركية الى القدس والاعتراف بها عاصمة لـ"اسرائيل"، وقف المساعدات المالية لوكالة "الاونروا"، واقفال مكتب "منظمة التحرير الفلسطينية" في واشنطن.
مفهوم وخطة
في المفهوم الفلسطيني، فإن "صفقة القرن" تهدف الى تكريس القدس عاصمة لـ"اسرائيل" وبالتالي اسقاطها كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، وشطب حق العودة عبر فرض التوطين على اللاجئين في اماكن تواجدهم في دول الشتات خلافا للقرار الدولي 194 الذي ينص على حق العودة، او ممارسة المزيد من الضغط السياسي والاقتصادي والمالي عليهم لدفعهم نحو اللجوء والهجرة والتذويب، وهذا ما اعتبروه تجاوزا لـ"الخطوط الحمراء" وإصرارا على المشاركة في العدوان الاسرائيلي على حقوق الشعب، وسط تأكيد على انكل محاولاتهم، ستبوء بالفشل وستتحطم على صخرة المقاومة والصمود".
مقابل هذا، وضعت القيادة الفلسطينية "خطة استراتيجية" للتصدي لهذه "الصفقة" التي وصفتها بـ"المشؤومة" في تكرار لمشهد "نكبة فلسطين".. وبعنوان "مَن لا يملك... لمن لا يستحق"،والذي ما زال الشعب الفلسطيني يدفع ثمنها منذ أكثر من 72 عاما، وتقوم على التحرك بثلاثة اتجاهات وفق ما قال عضو "اللجنة التنفيذية" للمنظمة الامين العام لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" الدكتور واصل أبو يوسف، الذي أوضح أن التحرك الأول سيكون على المستوى الدولي، عبر التوجه لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومحكمة لاهاي، "لاتخاذ القرارات الهادفة لحماية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة حسب القانون والشرعية الدولية"، والثاني"تفعيل كل أشكال المقاومة الشعبيّة، ووضع حد للاتّفاقات الأمنيّة والسّياسية، وسحب الاعتراف بالاحتلال، وتجسيد الدولة على الأرض"، والثالث بفرض مقاطعة شاملة على الاحتلال، كاشفًا بأن الخطّة ستوضع على طاولة القيادة الفلسطينيّة مع أول اجتماع سيدعو له الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد إعلان الخطة الأميركية بما يُعرف بـ"صفقة القرن".
المخيمات والحراك
في مخيمات لبنان، تسابق الاصوات الفلسطينية الغاضبة والرافضة لهذه "الصفقة"، موعد إعلانها المتوقع يوم غد الثلاثاءمع زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إلى واشنطن، تزامنا مع دعوات لإنهاء الانقسامالداخلي وخاصة بين حركتي "فتح" و"حماس" وتكريسالوحدة الوطنية على اعتبارها اساس القوة والمدماك الاول للمواجهة، خاصة وانها تأتي في ظل ضعف وصمت عربي مطبق، وتواطوء دولي.
وسأل مسؤول فلسطيني بارز عبر "النشرة"، عن الاسباب الحقيقية التي تحول حتى الآن دون انعقاد أي اجتماع لـ"الهيئة المشتركةالفلسطينية" في لبنان–"القيادة السياسية الموحدة"، لوضع "خطة موحدة" لمواجهة "الصفقة" عبر خريطة تحركات احتجاجيّة من جهة، وتداعيات الازمة اللبنانيّة الاقتصاديّة والمعيشيّة من جهة أخرى، والتي قد يؤدي تفاقمها الى المزيد من البطالة، وتاليا اليأس والهجرة من المخيمات الى دول الغربيّة، ما يعني تطبيق "صفقة القرن" بشطب حق العودة بطريقة غير مباشرة، سيما وان الاجواء قد مهّدت لذلك أكثر من مرّة، دون أن يكون هناك قرارات حاسمة.
وفيما يؤكد أبناء المخيمات ان الشعب هو الذي يحدّد مصيره بنفسه، وان الذي قدّم الشهداء في مسيرة ثورته المستمرة، قادر على الاستمرار بنضاله المشروع وعلى التضحية حتى انتزاع حريته، أبلغت اوساط فلسطينية "النشرة"، أن المخيمات لن تصمت عن إعلان "صفقة القرن" الاميركية، وستواجهها بموقف موحد، ولن تستكينلجهةتنظيم كل النشاطات الاحتجاجية التي تعبر عن موقفها الرافض لها استكمالا مع الحراك الفلسطيني في كل المناطق، على قاعدة اننا نرفض "إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة "إسرائيل"، بما فيها وضع مدينة القدس المحتلة، وحق عودة اللاجئين.