} جسد المسيح تمزق }
انه اسبوع الصلاة من اجل وحدة الكنائس. ويسوع صلى لنا قائلا: ليكونوا واحداً كما نحن واحد، لكن الانقسامات مزقت جسد المسيح الواحد وكانت عنصر شك لعدم محبة بعضنا البعض وقبول فروقاتنا الحضارية والثقافية واللغوية والفولكلورية انطلاقاً من انتربولوجيا الفروقات بين الشعوب والمجتمعات وتيولوجيا العقائد بين هذه الحضارات.
} العقائد والآراء واحدة }
العقائد التي اقرتها المجامع السبعة الاولى هي واحدة ومشتركة بين الكنائس. اما ما اقرتها الكنيسة الكاثوليكية من عقائد ثلاث بعد الانشقاق فهي التالية: الحبل بلا دنس ، الانتقال، وعصمة قداسة البابا. لم تعترف بها الكنائس الاخرى لانها لم تشترك باقرارها وهي صدرت عن مجمع لا يحمل صفة المسكونية بل هو مجمع خاص بالكنسية الكاثوليكية غرباً وشرقاً.
} اللغات احدى مصادر الانقاسم }
النزعات الكثيرة التي حدثت في بداية الحياة الكنسية فكان مصدرها الجو الفلسفي والفكري واللغوي والحضاري في تلك الايام وهذا ما سبب الكثير من الهرطقات والانشقاقات والحرومات المتبادلة.
في البداية كانت نزعات حول الله (الرب «christologique» والخلق ثم جاءت مسيحانية كريستولوجية ثم حول الروح القديس او الانبثاق «Filioque» ثم كانت ماريولوجية حول مريم ام الله.
} بؤرة حضارية متنوعة }
وكانت الصراعات اللاهوتية والفلسفية الحادة تولد الانشقاقات والهرطقات، فتنزل كل مجموعة الحرم بالمجموعة الاخرى ويشتد النزاع احياناً حتى الاضطهاد واراقة الدماء ولم يبق مجال للمحبة وقبول الفروقات ووجهات النظر المختلفة او الغيرية وحق الاختلاف خاصة ان هناك عملية «مثاقفة» بين الهللينية واللاتينية والارامية والسريانية واليهودية، وتجاذب بين المدرسة الحرفية والمدرسة الانطاكية التي بين انطاكية واورشليم والاسكندرية.
} هللينية ولاتينية وسريانية ارامية }
اضافة الى التيار «الغنوسي» او «العرفاني» او «المعرفي» وانتشرت المسيحية في المحيط اليهودي ثم في البيئة اليونان الهللينية ثم في الامبراطورية الرومانية اللاتينية والارامية السريانية كل هذه التحولات الثقافية تركت اثرها الكبير في النزاعات والمجادلات اللاهوتية والفكرية والفلسفية ادت الى الكثير من الانشقاقات والانفصالات.
} المدائن ودورها }
وكان للمدائن في بلاد الشام سوريا وفلسطين وفي القدس ولبنان وانطاكية والرها واسيا الصغرى (تركيا الحالية ومكدونيا وبلاد اليونان ومصر ورومة وقرطاجه وليون وفرنسا واسبانيا وبريطانيا) اثر هام في هذا الحراك الفكري واللاهوتي.
} القديسون ودورهم العقائدي }
وكان للعديد من القديسين دور هام في اطلاق المفاهيم العقائدية من : اغناطيوس اسقف انطاكية (107) وايريناوس اسقف ليون (203) وكبريانوس وليمونضوس اسقف روما وديونيسيوس (اسقف الاسكندرية (462)) وكان لاقرار قانون الايمان وطقوسية سر المعمودية وعيد الفصح واشتهر المدافعون عن الكنيسة وعقائدها واسرارها وكان اشهرهم القديس يوستينوس.
ظهور البدع وظهرت البدع: مثل:
ـ المونتانية نسبة الى الكاهن مونتانس سنة (105)
ـ الناصريون الابيونيون
ـ المرقسيون
ـ الغنوس
ـ المانويون
ـ الاريوسية
} بين ايطالية والاسكندرية }
ومدرسة الاسكندرية واثرها مع اوريجا تؤمن بالنزعة الصوفية والتأويل الرمزي (تاريخ الكنيسة الشرقية المطران ميشيل يتيم، الارشمندريت اغناطيوس ديك، منشورات المكتبة البوليسية 2012 صفحة 17 ـ 18).
والمدرسة الانطاكية والحفاظ على المعنى الحرفي بدل الرمز والتأويل (ص 68).
وجاء الخلاف الايوسي والدوناتيين سنة (314) (ص84).
} اهم المجامع }
وأتى المجمع المسكوني الاول في نيفين (325) واثبت قانون الايمان ثم ظهر نسطوريوس فأتى مجمع افسس سنة (431) وعارض مع القديس كيرللس.
ثم اطلت تعاليم الراهب الوطني فاتى مجمع خلقيدونية سنة (451) الذي اقر اهم العقائد المسيحية.
} الانشقاق الكبير }
وكان الانشقاق الكبير سن 1054 (ص 205) حيث انفصلت الكنيسة البيزنطية عن الكنيسة اللاتينية.
ثم اتى الاصلاح البروتستاني (واختراع الطباعة) بعد ان ثار الراهب لوثير الذي حرم سنة 1520 (ص 262) وكان المجمع التردنتيني (1542 ـ 1564) (ص264) واتى البابا بيوس التاسع فعقد المجمع الفاتيكاني الاول (1869 ـ 1870) وحددت عقيدة الحبل بلا دنس (1854) (ص270)
واتى الباباوات المعاصرون
ـ لاون الثالث عشر
ـ بيوس العاشر
ـ بنديكتوس الخامس عشر
ـ بيوس الحادي عشر
ـ بيوس الثاني عشر
يوحنا الثالث والعشرون
ـ بولس السادس
ـ يوحنا بولس الاول
ـ يوحنا بولس الثاني
ـ بنديكتوس السادس عشر
ـ فرنسيس
وكان المجمع الفاتيكاني الثاني
} الحركة المسكونية }
في 17 ايار 1959 (ص374) وكانت الحركة المسكونية المعاصرة تعالج الانقسامات بغية الوصول الى الوحدة التي ارادها المسيح فتأسيس مجلس الكنائس العالمي والمحادثات بين الكاثوليك وغير الكاثوليك.
وكانت 1979 زيارة البابا يوحنا بولس الثاني الى اسطنبول لزيارة البطريرك ديمتريوس الاول خليفة اثناغوراس الذي كان التقى البابا يوحنا الثالث والعشرين عند قبر المسيح 1964.
ثم رفع الحرم المتبادل عام 1054 في 7 كانون الاول 1965.
} خاتمة }
في النهاية لنصلي لنكون واحداً ونتفاهم بالمحبة وقبول حق الافتراق. ولنعطي اشارة محبة في توحيد عيد الفصح الكبير وازالة الشك من بيننا وقبول أولوية بابا روما على كونه: اخ اول بين متساوين.