أكّد الأمين العام لـ"جامعة الدول العربية" أحمد أبو الغيط، في كلمة له خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بشأن خطة السلام الأميركية للشرق الأوسط، في القاهرة، أنّ "قضية فلسطين هي قضية العرب جميعًا، واجتماع اليوم وقفة تضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو رسالة بأنّ الفلسطينيّين ليسوا لوحدهم".
ولفت إلى أنّ "الطرح الأميركي الأخير مخيّب للآمال وكشف عن تحوّل حاد في سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية، وتوقيت وملابسات طرح المبادرة الأميركية الأخيرة تثير الكثير من التساؤلات"، مبيّنًا أنّ "العرب يأخذون كلّ مقترح للسلام بالجدية الكاملة وروح المسؤوليّة، لأنّ إنهاء الصراع مع إسرائيل، هو مصلحة فلسطينيّة وعربيّة". وركّز على "أنّنا كعرب لسنا متشنّجين ولا نزايد أو نتاجر بقضايانا، بل ندرس بعمق وتأنّ كامل ما يطرح علينا، واضعين نصب أعيننا مستقبل أبنائنا، ومن حقّنا أن نقبل أو نرفض، وأن نقدّم طرحنا كما فعلنا قبل 18 عامًا".
وأوضح أبو الغيط أنّ "هناك ما يشير إلى أنّ الجانب الإسرائيلي يفهم الخطة الأميركية بمعنى الهبة، واليمين الإسرائيلي يعتبرها ضوءًا أخضر لتنفيذ أهدافه ومنها ضمّ المستوطنات وغور الأردن بالكامل"، مبيّنًا "أنّنا نجتمع اليوم ليس فقط لتقييم الطرح الأميركي، بل لبحث ما يمكن أن يترك من آثار وانعاكاسات وتداعيات سلبيّة على الأرض". وذكر أنّ "الفلسطينيّين يرفضون الوضع الحالي، لأنّه لا يلبّي تطلعاتهم".
وشدّد على أنّه "لا يمكن العودة للتفاوض بناءً على الحد الأدنى لحقوق الفلسطينيين. التحديات الّتي تطرحها الخطة الأميركية يجب أن تدفع الفلسطينيين إلى السعي لرأب الصدع وإنهاء الإنقسام الداخلي". ورأى أنّ "الوضع الحالي يمهّد لمئة عام أخرى من الصراع في المنطقة، وأنّه لا بدّ للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من التفاوض معًا لوحدهما على أساس صحيح يأخذ بالاعتبار تطلعاتهما".