تواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، إضطرابات مالية بعد إعلان الولايات المتحدة الأميركية في آب 2018 توقفها عن تمويل الوكالة. ورغم وجود جهات مانحة كالاتحاد الأوروبي وقطر واليابان، (بعضها قدّم دعما جديدا والبعض الآخر زاد من حجم هذا الدعم المالي لسدّ الفجوة التي تركها انسحاب أميركا من التمويل)، إلا أنّها لا تزال تعاني من النقص، مما أثّر على تقديماتها وخدماتها للاجئين الفلسطينيين، في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن.
في هذا الإطار، وبهدف تسليط الضوء على وضعها المادي، نظمت "الأونروا" مؤتمرا لإلقاء الضوء على أولوياتها ومتطلباتها التمويلية في كل من لبنان وسوريا للعام 2020.
من هنا، أكد المدير العام لوكالة الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني أن "عام 2019 كان صعبا على "الأونروا" وعلى اللاجئين الفلسطينيين لأنهم الفئة الأكثر ضعفا، فهذا العام كان حافلا بالتحديات السياسية والمالية التي تعصف بلبنان وسوريا"، مشددا على أنه "في العام 2018 تلقينا صفعة بإلغاء التمويل الأميركي وشارفنا على الإفلاس، لكن بفضل المانحين إستأنفنا العمل".
وأوضح أنه "في العام 2019 وضعنا موازنة مطابقة لمدخول السنة السابقة وذلك بفضل الدعم، ولم نقفل أي مدرسة أو عيادة، لكن إقترضنا الأموال وأجلنا بعض المدفوعات وأجلنا التوظيف وأعمال الصيانة"، معلنا أنه "في موازنة 2020 نطلب 1.4 مليار دولار، ورغم ذلك تبقى موازتنا تقشفية".
وبيّن كوردوني أن "180 مليون دولار من موازنتنا هي حصة لبنان و45.4 مليون دولار هي حصة سوريا. ومن هذه الأموال المخصّصة للبنان سنستكمل إعادة إعمار مخيّم نهر البارد وهو لا يزال يحتاج الى 51 مليون دولار إضافي وإذا استمر التمويل سننتهي خلال سنتين، كما نريد بناء مدارس جديدة وفي هذا السياق أمنّا تمويلا لبناء مدرسة في نهر البارد"، داعيا الى "دعم خطة الإغاثة التي جاءت بطلب من اللاجئين في المخيمات بسبب الأزمة التي ضربت لبنان، للإستمرار في متابعة خدماتنا في الـ2020".
وردا على سؤال حول ما إذا كان لـ"الأونروا" أي مخاوف من تداعيات "صفقة القرن" عليها، خصوصا مع وجود بند يشطب حق العودة للفلسطينيين، قال كوردوني: "نحن وكالة إنسانية لتوفير المساعدة والعناية حتى نصل الى حل دائم وعادل. صفقة القرن هي مبادرة من الولايات المتحدة التي ترى مع الحكومة الإسرائيليّة أن "الأونروا" يجب أن تختفي، إلا أنّ ولايتنا تجدّدت بدعم من 170 صوتا، ودورنا اليوم مهم جدا فنحن نمثل الإستقرار في ظل التوترات في المنطقة والأسرة الدولية لن تتخلى عن اللاجئين الذين يكافحون للتكيف ولتأمين معيشة كريمة لهم".
بدوره، أعلن المدير العام لوكالة الأونروا في سوريا مايكل إيبيي أمانيا "أننا نطلب 212 مليون دولار لسوريا، والجزء الأكبر منها سيذهب كمساعدات نقدية"، كاشفا "أننا تلقينا فقط 30 في المئة من الأموال التي طلبناها".
وأوضح أن "هناك رابطا فعليا بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان ونحن نؤمن لهم جميعاً مساعدات نقدية وصحية وتعليمية وغذائية"، مبينا أنه "يوجد 438 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا، نزح منهم 204 آلاف بعد أن دمرت المخيّمات الى حدّ كبير. أما الـ40 في المئة من الباقين في سوريا فهم يعيشون في فقر مطلق".