اشار البطريرك الماروني بشارة الراعي الى اننا تضرع الى الله "من اجل لبنان لكي يخرجه من أزماته الخانقة السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية على يد ذوي الارادة الصالحة الذين يريدون حقا خلاص لبنان وخير شعبه". وقال خلال قداس احتفالي اقامته رعية مار مارون في روما بعيد شفيعها القديس مارون في المعهد الحبري الماروني في روما، "نصلي ايضا من أجل انتفاضة الشباب والشعب في المناطق اللبنانية كافة، بحيث تبقى انتفاضتهم شعلة موقدة، تخاطب ضمائر المسؤولين وتحاسبهم على واجباتهم الوطنية، وتقوم أعمالهم وتبقى حضارية في مطالبها ووسائلها واحترامها للمؤسسات الدستورية، فلا تتخطى حدودها، ولا تسمح بأن يندس الى صفوفها ذوو النيات السيئة الذين يعتدون ويشوهون بهاء وجهها".
وعن عيد مار مارون، قال: "عيد ابينا القديس مارون هو بالنسبة لابنائه بخاصة، وقفة صلاة وفحص ضمير وفعل توبة، وإبتغاء لتنقية القلوب وتغيير الذهنيات والخروج من المواقف المتحجرة والاحكام المسبقة، فحبة الحنطة هي النهج الذي يتركه لنا الرب يسوع والقديس مارون، وقوامه التضحية والموت عن الذات اللتين بدونهما لا ثمار ترجى لا في الكنيسة ولا في العائلة ولا في المجتمع ولا في الدولة".
واشار الى انه "بهذه القوة الروحية تمكن الموارنة من الصمود في وجه المحن والمصاعب على مر الاجيال، وصولا الى تكوين دولة لبنان الكبير بقيادة المكرم البطريرك الياس الحويك وإعلانه في أول أيلول سنة 1920، وقد أراده وطنا لجميع ابنائه، مسيحيين ومسلمين، على ان تكون طائفة لبنان واحدة هي لبنان كما قال. فيما الطوائف على اختلافها تشكل مكوناته التي تغنيه بتراثاتها وان يكون الولاء له بالمواطنة لا بالانتماء الطائفي، وقد اراده هكذا وطنا يفصل بين الدين والدولة يؤدي الاجلال لله ويحترم جميع الاديان، وبكلام آخر أراده دولة مدنية سماها القديس البابا الراحل يوحنا بولس الثاني نموذجا للشرق والغرب ورسالة في محيطه، فيجب اليوم استعادتها واستكمالها وفقا للدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني".